كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 21)
-[إسلام مالك بن عوف النصري وئيس المشركين في غزوة حنين ورد ماله إليه وزيادة]-
وليني عبد المطلب فهو لك، فقال الرجل يا رسول الله ألما إذ بلغت ما أرى فلا أرب لي بها وبنذها 423 (حدثنا يعقوب) (1) ثنا ابن أخى ابن شهاب عن عمه قال وزعم عروة بن الزبير أن مروان والمسور بن مخرمة أخبراه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام حين جاءه وفد هوازن مسلمين فسألوا أن يرد عليهم أموالهم وسبيهم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم معي من ترون وأحب الحديث إلي أصدقه فاختاروا إحدى الطائفتين إما السبي وإما المال، وقد كنت استأنيت بكم: وكان انظرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بضع عشر ليلة حين قفل من الطائف فلما تبين لهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غير راد إليهم إلا إحدى الطائفتين قالوا فإنا نختار سبينا، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسلمين فأثنى على الله عز وجل بما هو أهله ثم قال أما بعد فإن إخوانكم قد جاؤوا تائبين وإني قد رأيت أن أرداليهم سبيهم، فمن أحب منكم أن يطيب ذلك فليفعل، ومن أحب منكم أن يكون على حظه حتى نعطيه إياه من أول ما يفيء الله عز وجل علينا فليفعل: فقال الناس قد طيبنا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إنا لا ندري من أذن منكم في ذلك ممن لم يأذن، فارجعوا حتى يرفع علينا عرفاؤكم أمركم، فجمع الناس فكلمهم عرفاؤهم ثم رجعوا إلى رسول صلى الله عليه وسلم فأخبروه أنهم قد طيبوا وأذاو: هذا الذي بلغني عن سى هوازن (باب في المجيء باسرى حنين ومبايعتهم على الإسلام وقصة الصحابي الذي نذر لئن جيء 424 بالرجل الذي كان منذ اليوم يحطمنا لأضربن عنقه) (عن أنس بن مالك) (2) وقد سأله
__________
الحديث سنده صحيح ورواه ابن إسحاق في المغازي بلفظ فحدثني عمرو بن شعيب الخ، وكذلك رواه الطبري والبيهقي وابن هشام في سيرته من طريق ابن اسحاق بلفظ فحدثني عمرو بن شعيب الخ، وروى أبو داود والنسائي بعضه (1) (حدثنا يعقوب الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب المن على وفود هوازن بأسراهم من كتاب الجهاد في الجزء الرابع عشر صحيفة 96 رقم 283 وهو حديث صحيح رواه الشيخان وأبو داود والنسائي وغيرهم (تتمة فيما فعله النبي صلى الله عليه وسلم مع مالك ابن عوف النصري) وهو الذي كان جماع أمر الناس إليه في غزوة حنين ضد النبي صلى الله عليه وسلم وهو الذي أحضر مع الناس أموالهم ونساؤهم وأبناءهم في الغزوة (قال ابن اسحاق) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لوفد هوازن وسألهم عن مالك بن عوف ما فعل؟ فقالوا هو بالطائف مع ثقيف، فقال أخبروه إنه إن أتاني مسلما رددت إليه أهله وماله وأعطيته مائة من الإبل، فلما بلغ ذلك مالكا انسل من ثقيف حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالجعرانة أو بمكة فأسلم وحسن إسلامة فرد عليه أهله وماله، ولما أعطاه مائة قال مالك بن عوف رضي الله عنه.
ما إن رأيت ولا سمعت بمثله ... في الناس كلهم بمثل محمد
أوفى وأعطى للجزيل إذا اجتذى ... ومتى تشأ يخبرك عما في غد
وإذا الكتيبة جردت أنيابها ... بالسمهري وضرب كل مهند
فكأنه ليث على أشباله ... وسط الهباءة خادر في مرصد
قال واستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على من أسلم من قومه وتلك القبائل تمالة وسلمة وفهم فكان يقاتل بهم ثقيفا لا يخرج لهم سرح إلا أغار عليه حتى ضيق عليهم رضي الله عنه (باب) (2) (سنده)