كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 21)

-[المجيء بأسرى حنين وإسلامهم وقصة الرجل الذي كان بفتك بالمسلمين في هذه الغزوة]-
العلاء بن زياد العدوى فقال يا أبا حمزة هل غزوت مع نبي الله صلى الله عليه وسلم؟ قال نعم غزوت معه يوم حنين فخرج المشركون بكثرة فحملوا علينا حتى رأينا خيلنا وراء ظهورنا، وفي المشركين رجل يحمل عليا فيدقنا ويحطمنا، فلما رأى ذلك نبي الله صلى الله عليه وسلم نزل (1) فهزمهم الله عز وجل فولوا، فقام نبي الله صلى الله عليه وسلم حين رأى الفتح فجعل نبي الله صلى الله عليه وسلم يجاء بهم أسارى رجلا رجلا فيبايعونه على الإسلام، فقال رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إن على نذر لئن جيء بالرجل الذي كان منذ اليوم يحطمنا الأضر بن عنقه، قال فسكت نبى الله صلى الله عليه وسلم وجيء بالرجل (2) فلما رأى نبي الله صلى الله عليه وسلم قال يا نبي الله تبت إلى الله. يا نبي الله تبت إلى الله، فأمسك نبي الله صلى الله عليه وسلم فلم يبايعه ليوفى الآخر نذره (3) فجعل ينظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليأمره بقتله وجعل يهاب النبي صلى الله عليه وسلم أن يقتله (4) فلما رأى نبي الله صلى الله عليه وسلم لا يصنع شيئا بايعه (5) فقال يا رسول الله نذري، قال لم أمسك عنه منذ اليوم إلا ليوفى نذرك، فقال يا نبي الله ألا أومضت إلي (6) فقال إنه ليس لنبي أن يومض
__________
حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ثنا أبي ثنا نافع أبو غالب الباهلي شهد أنس بن مالك قال فقال العلاء بن زياد العدوي يا أبا حمزة سن أي الرجال كان نبي الله صلى الله عليه وسلم إذ بعث؟ قال ابن أربعين سنة، قال ثم كان ماذا؟ قال كان بمكة عشر سنين وبالمدينة عشر سنين فتمت له ستون سنة ثم قبضه الله إليه قال سن أي الرجال هو يومئذ؟ قال كأشب الرجال وأحسنه وأجمله وألحمه، قال يا أبا حمزة هل غزوت مع نبي الله صلى الله عليه وسلم الخ: وتقدم صدر هذا الحديث وشرحه والكلام عليه في باب بدء الوحي من كتاب السيرة النبوية في الجزء العشرين صحيفة 210 رقم 28 (غريبة) (1) أي نزل عن بغلته فأخذ حصيات فرمى بهن وجوه الكفار ثم قال انهزموا ورب الكعبة كما جاء في حديث العباس بن عبد المطلب في الباب الأول من غزوة حنين فهزمهم الله عز وجل (2) كان هذا الرجل من الكفار يفتك بالمسلمين أثناء الهزيمة (3) أي فيقتله لأنه نذر أن يقتله إذا جيء به (4) معناه أن صاحب النذر كان يرجو أن النبي صلى الله عليه وسلم يأمره بقتل الرجل الكافر فلم يأمره بقتله، وخشى أن يقتله بغير إذن النبي صلى الله عليه وسلم (5) جاء في الأصل يأتيه بدل بايعه ولا معنى له فهو تصحيف من الناسخ أو الطابع وصوابه بايعه كما جاء في تاريخ ابن كثير: وهو الموافق لسياق الحديث، ومعناه أن النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى الصحابي لم يقتل الكافر بايعه (6) أي هلا أشرت إلى إشارة خفية: يقال أومض البرق وومض إيماضًا وومضًا ووميضا إذ لمع لمعا خفيا ولم يعترض (نه) (تخريجه) أورده الحافظ ابن كثير في تاريخه وقال تفرد به أحمد أهـ (قلت) وسنده صحيح ورجاله ثقات
(تتمة في ذكر مجيء أخت رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاعة وهو بالجعرانة وإسمها الشيماء) قال ابن اسحاق وحدثني بع بنى سعد بن بكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم هوازن أن قدرتم على نجاد رجل من بنى سعد بن بكر فلا يفلتنكم وكان قد أحدث حدثا، فلما ظفر به المسلمون ساقوه وأهله وساقوا معه الشيماء بنت الحارث بن عبد العزى أخت رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاعة، قال فعنفوا عليها في السوق، فقالت للمسلمين تعلمون والله إني لأخت صاحبكم من الرضاعة، فلم يصدقوها حتى أتوا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم (قال ابن اسحاق) فحدثني يزيد بن عبيد السعدي هو أبو وجزة قال فلما انتهى -

الصفحة 183