كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 21)

-[مجيء الشيماء أخت رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاعة وإكرام النبي صلى الله عليه وسلم إياها والعفو عن قومها]-
(باب ما جاء في عمرة الجعرانة (1) ثم رجوعه صلى الله عليه وسلم إلى المدينة)
__________
- بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت يا رسول الله إني أختك من الرضاعة، قال وما علامة ذلك؟ قالت عضة عضضتنيها في ظهري وأنا متوركنك، قال فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم العلامة فبسط لها رداءه فأجلسها عليه وخيرها، وقال إن أحببت فعندي محببة مكرمة، وإن أحببت أن أمتعك وترجعي إلى قومك فعلت، قالت بل تمتعني وتردني إلى قومي، فمتعها رسول الله صلى الله عليه وسلم وردها إلى قومها: فزعمت بنو سعد أنه أعطاها غلاما يقال له مكحول وجارية فزوجت أحدهما الآخر فلم يزل فيهم من نسلهما بقية، (وروى البيهقي) من حديث الحكم بن عبد الملك عن قتادة قال لما كان يوم فتح هوازن جاءت جارية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله أنا أختك أنا شيماء بنت الحارث، فقال لها إن تكوني صادقة فإن بك مني أثرًا لا يبلى، قال فكشفت عن عضدها فقالت نعم يا رسول الله وأنت صغير فعضدتني هذه العضة، قال فبسط لها رسول الله صلى الله عليه وسلم رداءه ثم قال سلى تعطي واشفعي تشفعي (وقال البيهقي) أنبأ أبو نصر بن قتادة أنبأ عمرو بن إسماعيل بن عبد السلمى ثنا مسلم ثنا أبو عاصم ثنا جعفر بن يحيي بن ثوبان أخبرني عمي عمارة بن ثوبان أن أبا الطفل أخبره قال كنت غلاما أحمل عضو البعير ورأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم نعما بالجعرانة، قال فجاءته امرأة فبسط لها رداءه فقلت من هذه؟ قالوا أمه التي أرضعته: أورده الحافظ ابن كثير في تاريخه وقال هذا حديث غريب ولعله يريد أخته وقد كانت تحضنه مع أمها حليمة السعدية، وإن كان محفوظا قد عمرت حليمة درها، فإن من قوت أرضعت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى وقت الجعرانة أزيد من ستين سنة، وأقل ما كان عمرها حين أرضعته صلى الله عليه وسلم ثلاثين سنة ثم الله أعلم بما عاشت بعد ذلك، قال وقد ورد حديث مرسل فيه أن أبوابه من الرضاعة قدما عليه والله أعلم بصحته (قال أبو داوود في المراسيل) ثنا أحمد بن سعيد الهمداني ثنا ابن وهب ثنا عمرو بن الحارث أن عمر ابن السائب حدثه أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وسلم كان جالسا يوما فجاء أبوه من الرضاعة فوضع له بعض ثوبه فقعد عليه، ثم أقبلت أمه فوضع لها شق ثوبه من جانبه الآخر فجلست عليه، ثم جاء أوه من الرضاعة فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجلسه بين يديه، وقد تقدم أن هوازن بكمالها متوالية برضاعته من بني سعد بن بكر وهم شرذمة من هوازن فقال خطيبهم زهير بن صرد يا رسول الله إنما الحظائر أمهاتك وخالاتك وحواضنك فامتن علينا من الله عليك وقال فيما قال
أمنن على نسوة قد كنت ترضعها ... إذ فوك يملؤه من محضها درر
أمنن على نسوة قد كنت ترضعها ... وإ يزينك ما تأتي وما تذر
فكان هذا سبب إعناقهم عن بكرة أبيهم، فعادت فواضله عليه السلام عليهم قديما وحديثا خصوصا وعموما (باب) (1) فيها لغتان (أحداهما) كسر الجيم وسكون العين المهملة وفتح الراء المخففة وبعد الألف نون (والثانية) كسر العين وتشديد الراء: وإلى التخفيف ذهب الأصمعي وصوبه الخطابي، وقال في تصحيف المحدثين إن هذا مما نقلوه وهو مخفف، وحكى القاضي عياض عن ابن المديني قال أهل المدينة

الصفحة 184