كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 21)

-[ما جاء في عمرة الجعرانة وأنها كانت في ذي القعدة سنة ثمان بعد غزوة الطائف]-
(عن محرش الكعبي الخزاعي) (1) أن النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وسلم خرج ليلا من 425 الجعرانة حين أمسى معتمرا فدخل مكة ليلا فقضى عمرته ثم خرج من تحت ليلته (2) فأصبح بالجعرانة كبائت (3) حتى إذا زالت الشمس خرج من الجعرانة في بطن سرف (4) حتى جامع الطريق طريق المدينة بسرف، قال محرش فلذلك خفيت عمرته على كثير من الناس (5) (زاد في رواية بعد قوله كبائت) قال فنظرت إلى ظهره كأنه سبيكة فضة
__________
يثقلونه وأهل العراق يخففونه وهي ما بين الطائف ومكة وهي إلى مكة أقرب (1) (سنده) حدثنا روح ثنا ابن جريح قال أخبرني مزاحم عن عبد العزيز بن عبد الله عن محرش الكعبي الخ (قلت) محرش بضم أوله وفتح ثانيه وكسر الراء مشددة فمعجمة ويقال بوزن منبر (2) أي خرج من مكة ليلا بعد قضا العمرة (3) يعني أن من رآه يظن أنه كان بائتا بالجعرانة (4) بوزن كتف مصروفا وممنوعا وهو موضع قريب من التنعيم (5) ممن خفى عليه ذلك ابن عمر رضي الله عنهما فقد قال الإمام أحمد في مسنده حدثنا عبيدة بن حميد عن منصور بن المعتمر عن مجاهد قال دخلت أنا وعروة بن الزبير المسجد فإذا نحن بعبد الله بن عمر فجالسناه، قال فإذا رجال يصلون الضحى. فقلنا يا أبا عبد الرحمن ما هذه الصلاة؟ فقال بدعة، فقلنا له كم اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال أربعا إحداهن في رجب، قال فاستحيينا أن نرد عليه، قال فسمعنا استنان أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، فقال لها عروة بن الزبير يا أم المؤمنين ألا تسمعي ما يقوله أبو عبد الرحمن؟ يقول اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعا إحداهن في رجب، فقالت يرحم الله أبا عبد الرحمن أما إنه لم يعتمر عمرة إلا وهو شاهد لها، وما اعتمر شيئا في رجب (ومن طريق ثان) قال حدثنا يحيي عن ابن جريح قال سمعت عطاءًا يقول أخبرني عروة ابن الزبير قال كنت أنا وابن عمر مستندين إلى حجرة عائشة أنا لنسمعها تسين، قلت يا أبا عبد الرحمن اعتمر رسول الله في رجب؟ قال نعم، قلت يا أماه ما تسمعين ما يقول أبو عبد الرحمن؟ قالت ما يقول؟ قلت يقول اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم في رجب، قالت يغفر الله لأبي عبد الرحمن نسى: ما اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم في رجب، قال وابن عمر يسمع فما قال لا ولا نعم سكت (قلت) وهذا الحديث تقدم بطريقيه وشرحه وتخريجه في فصل ما جاء في العمرة في رجب من كتاب الحج في الجزء الحادي عشر صحيفة 96 رقم 63 (وفي حديث رواه الشيخان) من طريق نافع عن ابن عمر قال نافع ولم يعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجعرانة ولو اعتمر لم يخف على عبد الله (يعني ابن عمر) (وفي رواية لمسلم) من طريق نافع أيضا قال ذكر عند ابن عمر عمرة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجعرانة فقال لم يعتمر منها (قال الحافظ ابن كثير) وهذا غريب جدًا عن ابن عمر، وعن مولاه نافع في إنكارهما عمرة الجعرانة وقد أطبق النقلة ممن عداهما على رواية ذلك من أصحاب الصحاح والسنن كلهم، قال والمقصود أن عمرة الجعرانة ثابتة بالنقل الصحيح الذي لا يمكن منعه ولا دفعه ومن نفاها لا حجة له في مقابلة من أثبتها والله أعلم: ثم وهم كالمجمعين على أنها كانت في ذي القعدة بعد غزوة الطائف وقسم غنائم حنين (تخريجه) (دنس مذ) وقال الترمذي حسن غريب ولا يعرف لمحرش الكعبي عن النبي صلى الله عليه وسلم =

الصفحة 185