كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 21)

-[(تابع الشرح) رجوع النبى صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بعد أن غاب عنها شهرين وأيامًا من خروجه لفتح مكة.]-
.....
__________
= غير هذا الحديث، وقال أبو عمرو؟؟؟؟ روى عنه حديث واحد اهـ (قلت) وليس له فى مسند الامام احمد سوى هذا الحديث، وله شواهد كثيرة تعضده، أنظر باب كم حج النبى صلى الله عليه وسلم واعتمر من كتاب الحج فى الجزء الحادى عشر ص 63 واقرأه بجميع فصوله متنًا وشرحًا وانظر الأحكام فى آخره تجد ما يسرك من تحقيقات العلماء فى العمرة ومذاهبهم فى ذلك والله الموفق. (قال ابن اسحاق) فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من عمرته انصرف راجعًا إلى المدينة واستخلف عتاب بن أسيد على مكة وخلف معه معاذ بن جبل يفقه الناس فى الدين ويعلمهم القرآن! وذكر عروة وموسى بن عقبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خلف معاذًا مع عتاب بمكة قبل خروجه الى هوزان ثم، خلفهما بها حين رجع الى المدينة (وقال ابن هشام) وبلغنى عن زيد بن أسلم انه قال لما استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم عتاب بن أسيد على مكة رزقه كل يوم درهمًا فقام فخطب الناس فقال أيها الناس أجاع الله كبد من جاع على درهم فقد رزقنى رسول الله صلى الله عليه وسلم درهمًا كل يوم فليست لى حاجة الى أحد (قال ابن اسحاق) وكانت عمرة رسول الله صلى الله عليه وسلم فى ذى القعدة وقدم المدينة فى بقية ذى القعدة وفى أول ذى الحجة (قال ابن هشام) قدمها لست بقين من ذى القعدة فيما قال ابو عمرو المدينى (قال ابن اسحاق) وحج الناس ذلك العام على ما كانت العرب تحج عليه، وحج بالمسلمين تلك السنة عتاب بن اسيد وهى سنة ثمان، قال وأقام أهل الطائف على شركهم وامتناعهم فى طائفهم ما بين ذى القعدة الى رمضان من سنة تسع اهـ (قلت) سياتى أن أهل الطائف أوفدوا قومًا منهم باسلامهم فة حوادث السنة التاسعه إن شاء الله تعالى (وفى المواهب) أن النبى صلى الله عليه وسلم قدم المدينة وقد غاب عنها شهرين وستة عشر يومًا يعنى من تاريخ خروجه لغزوة الفتح والله اعلم) (تتمة فى اسلام كعب بن زهير بن أبى سلمى وسبب ذلك) وفى هذه السنة أعنى الثامنة من الهجرة أسلم كعب بن زهير الشاعر صاحب قصيدة (بانت سعاد) المشهورة التى انشدها بين يدى النبى صلى الله عليه وسلم وأبوه زهير بن ابى سلمة صاحب احدى المعلقات السبع فهو شاعر بن شاعر، وكان ممن يهجو النبى صلى الله عليه وسلم ويؤذيه، وقصته هو وأخوه بحير رواها البيهقى فى دلائل النبوة باسناد متصل فقال حدثنا أبو عبد الله الحافظ أنا ابو القاسم عبد الرحمن بن الحسن بن أحمد الأسدى بهذان ثنا ابراهيم بن الحسين ثنا ابراهيم بن المنذر الحزامى ثنا الحجاج بن ذى الرقيبة بن عبد الرحمن بن كعب بن زهير بن أبى سلمة عن أبيه عن جده قال خرج كعب وبحير ابنا زهير حتى أتيا أبرق العزاف فقال بحير لكعب اثبت فى هذا المكان حتى آتى هذا الرجل يعنى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسمع ما يقول، فثبت كعب وخرج بحير فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرض عليه الاسلام فأسلم فبلغ ذلك كعبًا فقال
ألا مبلغًا عنى بحيرا رسالة ... على أى شئ ويب غيرك دلكا
على خلق لم تلف أما ولا أبا ... عليه ولم تدرك عليه أخًا لك
سقاك أبو بكر بكأس روية ... وأنهلك المأمون منها وعلكا
فلما بلغت الأبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم أهدر دمه وقال من لقى كعبًا فليقتله، فكتب بذلك بحير إلى اخيه وذكر له أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أهدر دمه ويقول له النجاء. وما أراك تنفلت، ثم كتب اليه بعد ذلك اعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يأتيه أحد يشهد أن لا اله إلا الله وأن محمدًا رسول الله إلا قبل

الصفحة 186