كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 21)

-[إسلام كعب بن زهير صاحب قصيدة (بانت سعاد)؟؟؟؟ مع أخيه بحير]-
(باب) في سرية أسامة بن زيد رضي الله عنهما إلى الحرفة) (1)
__________
ذلك منه واسقط ما كان قبل ذلك، فاذا جاءك كتابى هذا فأسلم وأقبل، قال فاسلم كعب وقال قصيدته التى يمدح فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أقبل حتى أناخ راحلته بباب مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم دخل المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم مع اصحابه كالمائدة بين القوم متحلقون معه حلقة خلف حلقة يلتفت إلى هؤلاء فيحدثهم والى هؤلاء مرة فيحدثهم، قال كعب فأنحت راحلتى بباب المسجد فعرفت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصفة حتى جلست اليه فأسلمت وقلت أشهد أن لا اله إلا الله وانك محمد رسول الله الأمان يا رسول الله، قال ومن أنت؟ قال كعب بن زهير، قال الذى يقول. ثم التفت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال كيف قال يا أبا بكر.
فانشد ابو بكر ... سقاك بها المأمرن كأسًا روية ... وأنهلك المأمون منها وعلكًا
قال يا رسول الله ما قلت هكذا قال فكيف قلت. قال قلت.
سقاك ابو بكر بكأس روية ... وأنهلك المأمون منها وعلكًا
فقال رسول صلى الله عليه وسلم مأمون والله انشده القصيدة كلها حتى أتى على آخرها وهذا مطلعها
بانت سعاد فقلبى اليوم متبول ... متيم اثرها لم يفد مكبول
وذكر أبو عمر بن عبد البر فى كتاب الاستيعاب أن كعبًا لما انتهى الى قوله
إن الرسول لنور يستضاء به ... مهند من سيوف الله مسلول
نبئت أن رسول الله أوعدنى ... والعفو عند رسول الله مأمول
قال فاشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى من معه أن اسمعوا: وقد ذكر ذلك قبله موسى بن عقبة فى مغازيه ولله الحمد اهـ (قلت) وفى المواهب اللدنية قال ابو بكر بن الانبارى لما وصل الى قوله.
ان الرسول لنور يستضاء به ... مهند من سيوف الله مسلول
رمى عليه الصلاة والسلام بردة كانت عليه، وان معاوية بذل له فيها عشرة آلاف فقال ما كنت لأوثر بثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وسلم آحدًا: فلما مات كعب بعث معاوية إلى ورثته بعشرين ألفًا فاخذها منهم، قال وهى البردة التى عند السلاطين إلى اليوم والله أعلم.
(باب) (1) ترجم البخارى هذه السرية بقوله (باب بعث النبى صلى الله عليه وسلم اسامة بنى زيد إلى الحرقات من جهينة) قال القسطلانى بضم الحاء والراء المهملتين وفتح القاف وبعد الألف فوقية نسبة إلى الحرقة، وسمه جهيش بن عامر بن ثعلبة بن مودعة بن جهينة، وسمى الحرقة لأنه حرق قومًا بالقتل فبالغ فى ذلك، والجمع فيه باعتبار بطون تلك القبيلة، قال وهذه الغزوة تعرف عند أهل المغازى بسرية غالب بن عبد الله الليثى إلى الميفعة فى رمضان سنة سبع، فقالوا إن أسامة قتل الرجل فى هذه السرية وهو مخالف أيضًا لترجمة البخارى أن أميرها أسامة، ولعل المصير إلى ما فى البخارى إذ هو الراجح بل الصواب لأن اسامة ما امِّر الا بعد قتل أبيه بغزوة مؤتة فى رجب سنة ثمان والله اعلم اهـ (قلت) وسماها القسطلانى فى المواهب (سرية غالب بن عبد الله اليثى الى الميفعة) بناحية نجد من المدينة على ثمانية ىرد فى شهر رمضان سنة سبع من الهجرة فى مائتين وثلاثين راجلًا فهجموا عليهم فى وسط محالهم فقتلوا من

الصفحة 187