كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 21)

-[سرية أسامة بن زيد الى الحرقة وقتله الرجل الذى قال لا اله الا الله وغضب النبى صلى الله عليه وسلم من اجل ذلك.]-
(عن أسامة بن زيد) (1) قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحرقة (2) من جهينة قال فصبحناهم فقاتلناهم فكان منهم رجل إذا أقبل القوم كان من أشدهم، وإذا أدبروا كان حاميتهم، قال فغشيته (3) أنا ورجل من الأنصار، قال فلما غشيناه قال لا اله الا الله، فكف عنه الأنصارى وقتلته، فبلغ ذلك النبى صلى الله عليه وسلم فقال يا أسامة أقتلته بعد ما قال لا اله إلا الله؟ قال قلت يا رسول الله انما كان متعوذا (4) من القتل فكررها على حتى وددت أنى لم أيلم إلا يومئذ (وعنه عن طريق ثان بنحوه) (5) وفيه قلت يا رسول الله إنما قالها مخالفة الملام والقتل، فقال ألا شققت عن قلبه حتى من أجل ذلك أم لا؟ (6) من لك بلا اله الا الله يوم القيامة؟ فمازال يقول ذلك حتى وددت إنى لم أسلم إلا يومئذ
__________
أشرف لهم واستاقوا نعمًا وشاءا الى المدينة، قالوا وفى هذه السرية قتل أسامة بن زيد نهيك بن مرداس بعد أن قال لا اله الا الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا شققت عن قلبه فتعلم أصادق أم كاذب فقال أسامة لا أقاتل أحدًا يشهد أن لا اله الا الله ثم ذكر حديث الباب والله سبحانه وتعالى أعلم.
(1) سنده حدّثنا هشيم بن بشير ثنا حصين عن أبى ظبيان قال سمعت اسامة بن زيد يحدث قال بعثنا الحديث (غريبة) (2) الحرقة بضم الحاء المهملة وفتح الراء: وجاء في رواية مسلم الحرقان، اسم قبيلة من جهينة (3) أي اتيته وادركته (وقوله فلما غشيناه) بكسر المعجمة اى ادركناه ولحقناه وكانهم اتو من فوق، قاله الفتنى فى مجمع بحار الأنوار (4) متعوذا أى إنما قال هذه الكلمة لاجئًا اليها ليدفع عن نفسه القتل لا مخلصًا فى اسلامه (وقوله حتى وددت الخ) اى تمنى أسامة أنه لم يكن تقدم اسلامه بل ابتدأه الآن ليمحوا عنه ما تقدم، وما قال ذلك ألا لاستعظام مت وقع فيه لما حصل له من التأنيب بسببه (5) (سنده) حدّثنا بعلى ثنا الأعمش عن أبى ظبيان ثنا أسامة فذكر نحوه (6) فيه من التأنيب ما فيه، ومعناه أنك انما كانت بالعمل بالظاهر وما ينطق به اللسان، وإما القلب فليس لك طريق إلى معرفة ما فيه، فأنكر عليه امتناعه من العمل بما ظهر باللسان لانه لا يمكن الاطلاع على ما فى القلب تخريجه (ق دنس) (هذا وقد ذكر ابن كثير فى تاريخه) ما كان من الحوادث المشهورة فى سنة ثمان (قال رحمه الله) فكان فى جمادى منها وقعة مؤتة، وفى رمضان غزوة فتح مكة، وبعدها فى شوال غزوة هوازن بحنين، وبعده كان حصار الطائف، ورجع صلى الله عليه وسلم إلى المدينة الميال بقين من ذى الحجة فى سفرته هذه (قال الوافدى) وفى هذه السنة بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص إلى جيفر وعمرو ابنى الجلندى من الأزد وأخذت الجزية من مجوس بلديهما ومن حولها من الاعراب قال (وفيها) تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة بنت الضحاك بن سفيان الكلابى فى ذى القعدة فاستعاذت منه عليه السلام ففارقها، وقيل بل خير فاختارت الدنيا ففارقها (قال وفى ذى الحجة) ولد ابراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم من مارية القبطية فاشتدت غيرة أمهات المؤمنين منها حين رزقت ولدًا ذكرًا، وكانت قابلتها فيه سلمى مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرجت إلى أبى رافع فأخبرته فذهب فبشر به رسول الله صلى الله عليه وسلم. فاعطاه مملوكًا، ودفعه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أم برة بنت المنذر بن أسيد بن خداش بن عامر بن غنم بن عدى بن النجار وزوجها البراء بن اوس بن خالد بن الجعد بن عوف بن مبذول، ثم أشار إلى تدمير الأصنام

الصفحة 188