كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 21)

-[مجئ عدي بن حاتم الطائى الى النبى صلى الله عليه وسلم وسبب اسلامه]-
(أبواب حوادث السنة التاسعة)
(باب مجئ عدى بن حاتم الطائى رضى الله عنه وقصة اسلامه)
(حدّثنا محمد بن جعفر) (1) حدثنا شعبة قال سمعت سماك بن حرب قال سمعت عباد بن حبيش يحدث عن عدى بن حاتم (2) قال جاءت خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قال أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا بعقرب (3) فاخذوا عمتى وناسًا، قال فلما اتوا بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فصفوا له قالت يا رسول الله نأى الوافد (4) وانقطع الولد وأنا عجوز كبيره ما لى من خدمة فمنّ علىّ منّ الله عليك، قال من وافدك؟ قالت عدى بن حاتم، قال الذى فر من الله ورسوله (5) قالت فمنّ علىّ قالت فلما رجع ورجل إلى جنبه نرى أنه علىّ قال سليه حملانًا (6) قال فسألته فأمر لها قال (أى عدى) فأتتنى فقالت لقد فعلت فعلة ما كان أبوك يفعلها (7) قالت أئته راغبًا أو راهبًا فقد أتاه فلان فأصاب منه وأتاه فلان فأصاب منه، قال فأتيته فاذا عنده امرأة وصبيان أو صبى فذكر قربهم من النبى (8) صلى الله عليه وسلم فعرفت أنه ليس ملك كسرى ولا قيصر، فقال له يا عدى بن حاتم ما أفرك أن
__________
التي تقدم ذكرها والله أعلم (باب) (1) (حدّثنا محمد بم جعفر) (غريبه) (2) هو عدى ابن حاتم بن عبد الله بن سعد بن الحشرج بفتح المهملة وستكون المعجمة آخره جيم الطائى صحابى شهير ممن ثبت على الاسلام فى الردة وحضر فتوح العراق وحروب على، وكان قبل اسلامه على دين النصرنانية (3) العقرب ويقال العقرباء منزل من أرض اليمامة (4) أي بعد (بفتح الموحدة وضم العين المهملة) الذي يفد إليك من رجالنا (5) أي لأن عدياً لما علم بخروج النبى صلى الله عليه وسلم وبعثته كره خروجه وذهب إلى بلاد الروم كلما سيأتى فى الحديث التالى (6) أى دابة تحملها إلى بلادها (7) تعنى هربه من مقابلة النبى صلى الله عليه وسلم ثم أمرته بالذهاب إلى النبى صلى الله عليه وسلم طائعًا مختارًا: لأنه إن لم يذهب إليه طائعًا فسيذهب اليه مكرهًا، ثم ذكرت له كرم النبى صلى الله عليه وسلم طائعًا مختارًا: لأنه إن لم يذهب اليه طائعًا فسيذهب اليه مكرهًا، ثم ذكرت له كرم النبى صلى الله عليه وسلم وحسن خلقه بقولها فقد اتاه فلان فاصاحب منه الخ (8) جاء عند الترمذى عند عدى بن حاتم قال اتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس فى المسجد فقال القوم هذا عدى بن حاتم وجئت بغير أمان ولا كتاب، فلما رفعت اليه أخذ بيدى وقد قال قبل ذلك إنى لأرجو أن يحمل الله يده فى يدى، قال فقام بى فلقيته امرأة وصبى معهما فقالا ان لنا عليك حاجة، فقام معهما حتى قضى حاجتهما، ثم أخذ بيدى حتى أتى بى داره؟؟؟؟ له الوليدة وسادة فجلس عليها وجلست بين يديه، فحمد الله واثنى عليه ثم قال ما يفرك أن تقول لا إله إلا الله، فذكر نحو حديث الباب، فقوله فى حديث الباب (فاذا عنده امرأة وصبيان أو صبى فذكر قربهممن النبى صلى الله عليه وسلم) يمكن تفسيره على رواية الترمذى بأن المرأة والصبى كانا ينتظران النبى صلى الله عليه وسلم قريبًا من المسجد، فلما قام صلى الله عليه وسلم مع عدى لقيته المرأة والصبى فذكرا له حاجتهما فذهب معهما وترك عديًا حتى قضى لهما حاجتهما ثم رجع اليه فاخذ بيده الخ، وقد استدل عدى بقيامه صلى الله عليه وسلم مع المرأة والصبى لقضاء حاجتهما على تواضعه صلى الله عليه وسلم وكرمه وحسنس خلقه ولذلك قال (فعرفت أنه ليس ملك كسرى ولا قيصر) يعنى أنه صلى الله عليه وسلم ليس

الصفحة 189