كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 21)

-[إجتماع عدي بن حاتم الطائى بالنبى صلى الله عليه وسلم وسماعه درر اقواله ومواعظه]-
يقال لا إله الا الله (1) فهل من اله الا الله؟ (2) ما أقرك أن يقال الله اكبر فهل شئ هو اكبر من الله عز وجل؟ (3) قال فأسلمت فرأيت وجهه استبشر (4) وقال إن المغضوب عليهم اليهود، وإن الضالين النصارى (5) ثم سألوه (6) لحمد الله تعالى واثنى عليه ثم قال أما بعد فلكم أيها الناس أن ترضخوا من الفضل، ارتضخ أمرؤ بصاع أو ببعض صاع (7) بقبضه ببعض قبضة: قال شعية واكثر على أنه قال بتمرة بشق تمرة (8) وإن أحدكم لاقى الله عز وجل فقائل ما أقوال (9)، ألم أجعلك سميعًا بصيرًا الم أجعل لك مالًا وولدًا فماذا قدمت؟ فينظر من بين يديه ومن خلفه ون يمينه وعن شماله فلا شيئًا (10) فما يتقى النار إلا بوجهه فاتقوا النار ولو بشق تمرة
__________
عنده كبر ولا عظمة ولا رفاهية ككسرى وقيصر والله أعلم (1) جاء عند الترمذى بلفظ (ما يفرك أن تقول لا إله إلا الله) من الفرار وهو الهرب أى ما يحملك على الفرار أنفر من قول لا إله الا الله (2) جاء عند الترمذى قال قلت لا، وكذا يقال فى قوله الله أكبر (3) جاء عند الترمذى (قال قلت لا) (4) أى انبسط فرحًا وسرورًا باسلامه (5) الظاهر أن النبى صلى الله عليه وسلم قال ذلك عندما طلب منه الإسلام فقال اسلم تسلم، قال قلت انى على دين كما فى الحديث التالى يعنى أنه على دين النصرانية، فقال له النبى صلى الله عليه وسلم ان المغضوب عليهم الخ والله أعلم (قال الامام البغوى) فى تفسيره لأن الله تعالى حكم على اليهود بالغضب فقال (من لعنة الله وغضب عليه) وحكم على النصارى بالضلال فقال (ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل) (6) هكذا بالأصل بعد قوله (وان الضالين النصارى ثم سألوه) وهذا الكلام غير مرتبط ببعضه ولا يفهم له معنى، ولكنه جاء عند الترمذى (قال ثم أمرنى فانزلت عند رجل من الانصار جعلت أغشاه) أى آتى النبى صلى الله عليه وسلم: من غشيه يغشاه اذا جاءه (طرفى النهار) يعنى الغداة والعشى (قال فبينما أنا عنده عشية غذ جاءه قوم فى ثياب الصوف من هذه النمار) بكسر النون جمع نمرة بالفتح، وهى كل شملة مخططة من مآزر الاعراب كأنها أخذت من لون النمر لما فيها من السواد والبياض (فحث عليهم) أى حث الناس على أن يتصدقوا عليهم بما تيسر لهم من فضل أموالهم وهذا معنى قوله فى حديث الباب (أما بعد فلكم أيها الناس أن ترضخوا من الفضل) الرضخ العطية القليلة، وبما ذكرنا مما جاء عند الترمذى يستقيم الكلام، والظاهر أنه سقط من الطابع أو الناسخ نسخة الإمام احمد والله أعلم (7) أى نصف صاع كما جاء عند الترمذى (وقوله بقبضة) بضم القاف وربما يفتح والقبضة من الشئ ملء الكف منه (8) شق النمرة بكسر المعجمة نصفها وجانبها وفيه الحث على الصدقة وانه لا يمتنع عنها لقلتها وأن قليلها سبب النجاة من النار، وسيأتى قوله (فاتقوا النار ولو بشق تمرة) وقد جاء حديثًا مستقلًا عند الشخين والامام احمد وغيرهما بلفظ اتقوا النار ولو بشق تمرة) (9) جاء عند الترمذى بلفظ (فقائل له ما أقول لكم) أى والله قائل له؟؟؟؟؟؟؟ قائل اله وضمير له لأحدكم والمجلة حالية (وما أقول لكم) مفعول لقوله قائل (ألم أجعل لك) بدل من قوله ما اقول لكم (10) أى فينظر فى هذه الجهات كلها ليرى أحدًا يستعين به فى الوقت الحرج فلم يجد شيئًا

الصفحة 190