كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 21)

-[منقبة عظيمة لعثمان بن عفان رضى الله عنه بسبب تبرعه لجيش العسرة]-
شديد استقبل سفرًا ومفازًا (1) واستقال غزو عدو كثير فجلًا (2) للمسلمين أمرهم ليتأهبوا أهبة (3) عدوهم أخبرهم بوجهه الذى يريد (عن ابن كعب بن مالك) (4) عن أبيه أن النبى صلى الله عليه وسلم خرج يوم الخميس فى غزوة تبوك (عن عبد الرحمن بن خبّاب السلمى) (5) قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فحث على جيش العسرة (6) فقال عثمان بن عفان علّى مائة بعير باحلاسها (7) وأقتابها، قال ثم حث فقال عثمان على مائة أخرى بأحلاسها وأقتابها، قال فرأيت النبى صلى الله عليه وسلم يقول بيده (8) هكذا يحركها وأخرج عبد الصمد يده كالمتعجب ما على عثمان ما عمل بعد هذا (عن عبد الرحمن بن سمرة) (9) قال جاء عثمان بن عفان إلى النبى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بألف دينار فى ثوبه جهز النبى صلى الله عليه وسلم جيش العسرة قال فصبها فى حجر النبى صلى الله عليه وسلم فجعل النبى صلى الله عليه وسلم يقلبها بيده ويقول ما ضر (10) ابن عفان ما عمل بعد اليوم يرددها مرارًا
__________
والتورية أن يذكر لفظًا يحتمل معنيين أحدهما أقرب من الآخر فيوهم إرادة القريب وهو يريد البعيد (1) بفتح الميم والفاء آخره زاى فلاة لا ماء فيها (2) بالجيم واللام المشددة ويجوز تخفيفها أى أوضح لهم أمرهم (3) بضم الهمزة وسكون الهاء أى ما يحتاجون اليه فى السفر والحرب (تخريجه) (ق. وغيرهما) (4) (سنده) حدّثنا عبد الرازق ثنا معمر عن الزهرى عن ابن كعب بن مالك الخ (تخريجه) (خ. نس) (5) (سنده) حدّثنا أبو موسى العنزى قال ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال حدثنى سكن بن المغيرة قال حدثنى الوليد بن أبى هشام عن فرقد أبى طلحة عن عبد الرحمن بن خباب السلمى الخ (غريبه) (6) أى جيش غزوة تبوك وقد سماها الله عز وجل فى كتابه ساعة العسرة وتقدم معنى ذلك (7) الأحلاس جمع حلس بكسر الحاء وسكون اللام وهو الكساء الذى يلى ظهر البعير تحت القتب والأقتاب جمع قتب كسبب وأسباب، وهو ما يوضع على ظهر البعير كالإكاف الحمار والسرج الفرس (8) أى يشير بيده (وقوله وأخرج عبد الصمد يعنى ابن عبد الوارث أحد رجال السند أخرج يده يصف لهم كيف أشار النبى صلى الله عليه وسلم بيده) (وقوله ما على عثمان ما عمل بعد هذا) من كلام النبى صلى الله عليه وسلم ومعناه ما ضر عثمان ما عمله من الذنوب قبل أن يتصدق بما تصدق به فانه بعد اليوم مكفر عنه بصدقته (تخريجه) أورده الحافظ ابن كثير فى تاريخه وعزاه للامام احمد ثم قال وهكذا رواه الترمذى عن محمد بن يسار عن أبى داود الطيالسى عن سكن بن المغيرة مولى لآل عثمان به وقال غريب من هذا الوجه، ورواه البيهقى من طريق عمرو بن مرزوق عن سكن بن المغيرة به وقال ثلاث مرات وانه التزم بثلاثمائة بعير باحلاسها واقتابها، قال عبد الرحمن فانا شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو على المنبر ما ضر عثمان بعدها أو قال بعد اليوم (9) (سنده) حدّثنا هارون بن معروف (قال عبد الله بن الامام احمد) وسمعته أنا من هارون بن معروف ثنا ضمرة ثنا عبد الله بن شوذب عن عبد الله بن القاسم عن كثير مولى عبد الرحمن بن سمرة عن عبد الرحمن بن سمرة الخ (10) يحتمل أن نفي الضر لعدم وقوع زلة فهو اشارة الى أن الله منعه منها ببركة إنفاقه

الصفحة 193