كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 21)

-[ذكر ما لاقاه الصحابة رضي الله عنهم فى غزوة تبوك من الشدة ودعاء النبى صلى الله عليه وسلم لهم بزوالها]-
(باب فيما قاساه الصحابة فى هذه الغزوة من قلة الظهر وضعفه وما ظهر من معجزات النبى صلى الله عليه وسلم)
(عن شريح بن عبيد) (1) أن فضاله بن عبيد الأنصارى كان يقول غزونا م النبى صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك فجهد بالظهر جهدًا شديدًا (2) فشكوا الى النبى صلى الله عليه وسلم ما يظهرهم من الجهد فتحين بهم مضيقًا (3) فسار النبى صلى الله عليه وسلم فيه فقال مروا باسم الله، فمر الناس عليه بظهرهم فجعل ينفخ بظهرهم (4) اللهم احمل عليها فى سبيلك إنك تحمل على القوى والضعيف (5) وعلى الرطب واليابس في البر والبحر، قال فما بلغنا المدينة حتى جعلت تنازعنا أزمنها (6) قال فضالة هذه دعوة النبى صلى الله عليه وسلم على القوى والضعيف فما بال الرطب واليابس (7) فلما قدمنا الشام غزونا غزوة قبرس (8) فى البحر فلما رأيت السفن فى البحر وما يدخل فيها عرفت دعوة النبي صلى الله عليه وسلم
__________
في سبيل الله وانه صلح أن يغفر له ما عساه يكون ذنبًا ان وقع، ولا يلزم من الصلاحية وجوده وقد أظهر الله صدق رسوله فانه لم يزل على أعمال أهل الجنة حتى فارق الدنيا (تخريجه) (مذ) وقال حسن غريب ابن عبيد الخ (غريبه) (2) أى بلغت المشقة والتعب بالابل أقصاها، والمراد بالظهر هنا الابل هذا ولم لم يكن المشقة والتعب قاصرًا على الظهر بل تنازل رجال الجيش فقد روى (ك خزحب) بسند صحيح على شرط الشيخين عن ابن عباس انه قال لعمر بن الخطاب حدثنا عن شأن ساعة العسرة فقال عمر خرجنا الى تبوك فى قيظ شديد فنزلنا منزلًا أصابنا فيه عطش حتى ظنننا أن رقابنا ستنقطع حتى ان الرجل لينحر بعيره فيعصر قرئه فيشربه ثم يجعل ما بقى على كبده، فقال ابو بكر الصديق يا رسول الله ان الله قد عودك فى الدعاء خيرًا فادع الله، قال اتحب ذلك؟ قال نعم، فرفع بديه فلم يرجعهما حتى حالت؟؟؟؟؟ فاظلت ثم سكبت فملئوا ما معهم، ثم ذهبنا ننظر فم نجدها جاوزت العسكر اهـ وهذا من جملة معجزاته صلى الله عليه وسلم فى استجابة الدعاء، وفيه منقبة ظاهرة لأبى بكر رضي الله عنه حيث اشار على النبى صلى الله عليه وسلم بذلك واستشاره صلى الله عليه وسلم (ومن ذلك ايضًا قلة الزاد) قال البغوى كان زادهم التمر المسوس والشعير المتغير وكان النفر منهم يخرجون ما معهم من التمرات فاذا بلغ الجوع من أحدهم أخذ التمرة فأكلها حتى يجد طعمها ثم يعطيها صاحبه فيمصها فيشرب عليها جرعة من ماء كذلك حتى تلك على آخرهم فلا يبقى من التمرة الا النواة (ومن ذلك أيضًا قلة الظهر) أى الحمولات (قال البغوى قال الحسن) كان العشرة منهم يخرجون على بعير واحد يعتقبونه يركب الرجل ساعة ثم ينزل فيركب صاحبه كذلك (3) أى قصد أن يسير بهم فى مكان ضيق (4) أى ينفخ بفيه فى إبلهم ويقول اللهم احمل عليها فى سبيلك، أى اللهم قوها على الحمل فى سبيلك (5) معناه أن الدواب التى يحمل عليها فيها القوى والضعيف والكل يحمل بقدرتك (6) جمع زمام وهو الخيط الذى يشد أزمتها (7) معناه أن فضالة فهم أن قوة الإبل حصلت ببركة دعوة النبى صلى الله عليه وسلم ولم يفهم معنى قوله صلى الله عليه وسلم وعلى الرطب واليابس (8) جاء فى معجم ياقوت بضم أوله وسكون ثانيه ثم ضم الراء

الصفحة 194