كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 21)

-[دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لاصحابه بازالة الشدة والجوع ومعجزة أخرى النبى صلى الله عليه وسلم فى تكثير الطعام]-
رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه وجهه ويديه ثم أعاده فيها فجرت العين بماء كثير فاستقى الناس (1) ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك يا معاذ إن طالت بك حياة أن ترى ما ها هنا قد ملئ جنانًا (2) (حدّثنا أبو معاوية) (3) ثنا الأعمش عن أبى صالح عن أبى سعيد أو عن أبى هريرة شك الاعمش قال لما كان غزوة تبوك أصاب الناس مجاعة فقالوا يا رسول الله لو أذنت لنا فنحرنا نواضحنا (4) فأكلنا وادَهنا، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم افعلوا، فجاء عمر فقال يا رسول الله إنهم ان فعلوا قلّ الظهر (5) ولكن ادعهم بفضل أزوارهم ثم ادع لهم بالبركة لعل الله أن يجعل فى ذلك فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بنطع (6) فبسطه ثم دعاهم بفضل أوزادهم فجعل الرجل يجيئ بكف الذرة والآخر بكف التمر والآخر بالكسرة حتى اجتمع على النطع من ذلك شئ يسير، ثم دعا عليه
__________
الرجلان كانا من المنافقين ولذلك سبهما النبى صلى الله عليه وسلم (1) فيه معجزة ظاهرة النبى صلى الله عليه وسلم (2) أى بساتين وهو جمع جنة وهذا أيضًا من معجزاته صلى الله عليه وسلم لأن هذا المكان صار كما قال (تخريجه) (م لك. وغيرهما) (وفى المواهب اللدنية) أن النبى صلى الله عليه وسلم أمر بكل بطن من الأنصار والقبائل من العرب أن يتخذوا لواءًا وراية وكان معه عليه الصلاة والسلام ثلاثون ألفًا وكانت الخيل عشرة آلاف والله أعلم (وفيها أيضًا) قال لما كان عليه الصلاة والسلام ببعض الطريق ضلت ناقته فقال زيد ابن الصيت وكان منافقًا أليس محمد يزعم أن نبى ويخبركم بأخبار السماء وهو لا يدرى أين ناقته؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن رجلًا يقول كذا وكذا وذكر مقالته وانى والله لا أعلم إلا ما علمنى الله سبحانه وتعالى وقد دلنى الله تعالى عليها وهى فى الوادى فى شعب كذا وكذا وقد حبستها شجرة بزمامها فانطلقوا حتى تؤتونى بها: فانطلقوا فجاءوا بها، رواه البيهقى وأبو نعيم (قلت) وهذا أيضًا من معجزاته صلى الله عليه وسلم (3) (حدّثنا أبو معاوية الخ) (غريبه) (4) جمع ناضح وهى الابل التى يستقى عليها (5) أى أقل ما يحمل عليه من الابل (6) فال فى القاموس النطع بالكسر والفتح وبالتحريك وكعنب بساط من الأديم جمعه أنطاع ونطوع (تخريجه) أورده الحافظ ابن كثير فى تاريخه وعزاه للإمام احمد، ثم قال ورواه مسلم عن أبى كريب عن أبى معاوية عن الأعمش به.
(تتمة فيما جاء فى مصالحة النبى صلى الله عليه وسلم ملك أيلة وأهل جرباء وأذرُح وهو مقيم على تبوك قبل رجوعه) (قلت) أيلة بهمزة مفتوحة فتحتية ساكنة فلام مفتوحة مدينة فى طرف الشام على ساحل البحر متوسطة بين المدينة الشريفة ودمشق قال الحازمى هى آخر الحجاز وأول الشام (وجرباء) بجيم مفتوحة فراء ساكنة فموحدة فألف مقصورة على الصواب المشهور (وأذرح) بهمزة ثم معجمة ساكنة فراء مضمومة فمهملة (قال النووى) هى مدينة فى طرف الشام فى قبلة السويك بينها وبينه نحو نصف يوم، وقال الزرقانى فى شرح المواهب قيل هى فلسطين، وفى المواهب أن أذرح وجرباء بلدان بالشام بينهما ثلاثة أميال (قال ابن اسحاق) ولما انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك أتاه يحنة بن رؤية صاحب أيلة فصالح رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعطاه الجزيةن وأتاه أهل جرباء وأذرح وأعطوه الجزية وكتب لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابًا فهو

الصفحة 196