كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 21)

-[إرسال النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى أكيدر دومة وإتيانه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقصته معه]-
بالبركة، ثم قال لهم خذوا في أوعيتكم، قال فأخذوا في أوعيتهم حتى ما تركوا من المعسكر وعاءً إلا ملؤوه: وأكلوا حتى شبعوا وفضلت منه فضلة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أشهد أن لا إله إلا الله
__________
عندهم، وكتب ليحنة بن رؤبة وأهل أيلة بسم الله الرحمن الرحيم هذه أمنة من الله ومحمد النبي رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحنة بن رؤبة وأهل أيلة سفنهم وسيارتهم في البر والبحر لهم ذمة الله ومحمد النبي ومن كان معهم من أهل الشام وأهل اليمن وأهل البحر، فمن أحدث منهم حدثًا فإنه لا يحول ماله دون نفسه وأنه طيب لمن أخذه من الناس، وأنه لا يحل أن يمنعوا ماءً يردونه ولا طريقًا يردونه من بر أو بحر، زاد يونس بن بكير عن ابن اسحاق بعد هذا، وهذا كتاب جهيم بن الصلت وشرحبيل بن حسَنه بإذن رسول الله صلى الله عليه وسلم (قال يونس عن ابن اسحاق) لأهل جرباء وأذرج بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد النبي رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل جرباء وأذرح أنهم آمنون بأمان الله وأمان محمد وإنما عليهم مائة دينار في كل رجب ومائة أوقية طيبة وأن الله عليهم كفيل بالنصح والإحسان إلى المسلمين ومن لجأ إليهم من المسلمين: وأعطى النبي صلى الله عليه وسلم أهل أيلة بردة مع كتابه أمانًا لهم قال فاشتراه بعد ذلك أبو العباس عبد الله بن محمد بثلاثمائة دينار (ما جاء في بعث خالد بن الوليد إلى أكيدر دومة) (قلت) أكيدر بضم الهمزة وفتح الكاف وسكون التحتية وضم وكسر المهملة كأحيمر كما في القاموس (ودومة) بضم الدال المهملة وفتحها والواو ساكنة كان ملكًا عظيمًا من قبل هرقل بدومة الجندل بفتح فسكون حصن وقرى من طرف الشام بينها وبين دمشق خمس ليالٍ يقال عرفت بدومة بن إسماعيل: قال الزرقاني في شرح المواهب (قال ابن اسحاق) ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا خالد بن الوليد فبعثه إلى أكيدر دومة وهو أكيدر بن عبد الملك رجل من بني كنانة (وفي نسخة من كندة) كان ملكًا عليها وكان نصرانيًّا وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لخالد إنك ستجده يعيد البقر فخرج خالد حتى إذا كان من حصنه بمنظر العين وفي ليلة مقمرة صائفة وهو على سطح له ومعه امرأته وباتت البقر تحك بقرونها باب القصر، فقالت له امرأته هل رأيت مثل هذا قط؟ قال لا والله (تريد أن البقر الذي يريد صيدها جاءت إلى باب قصره تحك قرونها فيه) قالت فمن يترك هذا؟ قال لا أحد فنزل فأمر بفرسه فأسرج له وركب معه نفر من أهل بيته فيهم أخ له يقال له حسان فركب وخرجوا معه بمطاردهم فلما خرجوا تلقتهم خيل النبي صلى الله عليه وسلم فأخذته وقتلوا أخاه، وكان عليه قباء من ديباج مخوص بالذهب فاستلبه خالد فبعث به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل قدومه عليه قال فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن أنس بن مالك قال رأيت قباء أكيدر حين قدم به على رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل المسلمون يلمسونه بأيديهم ويتعجبون منه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتعجبون من هذا؟ فوالذي نفسي بيده لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا (قال ابن إسحاق) ثم ان خالد بن الوليد لمّا قدم بأكيدر على رسول الله صلى الله عيه وعلى آله وصحبه وسلم حقن له دمه فصالحه على الجزية ثم خلى سبيله فرجع إلى قريته فقال رجل من بني طييء يقال له بحير بن بحرة في ذلك.

الصفحة 197