كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 21)
-[قوله صلى الله عليه وسلم أعطيت الشفاعة فأخرتها لأمتي = وإرادة المنافقين كيد النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الغزوة]-
وأحلت لي الغنائم آكلها، وكان من قبلي يعظمون أكلها كانوا يحرقونها، وجعلت لي الأرض مساجد وطَهورًا أينما أدركتني الصلاة تمسحت وصليت، وكان مَن قبلي يعظمون ذلك، إنما كانوا يصلون في كنائسهم وبيعهم، والخامسة هي ما هي؟ قيل لي سل فإن كل نبي قد سأل فأخرت مسألتي إلى يوم القيامة (1) فهي لكم ولمن شهد أن لا إله إلا الله
440 (عن أبي همام الشعباني) (2) قال حدثني رجل من خثعم قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فوقف ذات ليلة واجتمع عليه أصحابه فقال إن الله أعطاني الليلة الكنزين كنز فارس والروم، وأمدني بالملوك ملوك حمير الأحمرين ولا ملك إلا الله، يأتون يأخذون من مال الله ويقاتلون في سبيل الله قالها ثلاثًا
441 (عن أبي الطفيل) (3) قال لما أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك أمر مناديًا فنادى إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ العقبة (4) فلا يأخذها أحد، فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوده حذيفة ويسوق به عمار إذ أقبل رهط (5) متلثمون على الرواحل غَشوْا (6) عمارًا وهو يسوق برسول الله صلى الله عليه وسلم وأقبل عمار يضرب وجوه الرواحل (7)
__________
(غريبه) (1)، مسألته صلى الله عليه وسلم على الشفاعة كما جاء في حديث ابن عباس عند الإمام أحمد أيضًا وسيأتي في باب خصوصياته صلى الله عليه وسلم في القسم الثالث من كتاب السيرة النبوية وفيه (وأعطيت الشفاعة فأخرتها لأمتي فهي لمن مات لا يشرك بالله شيئًا) وتقدم نحوه من حديث جابر وأبي أمامة وعلي وأبي هريرة في باب اشتراط دخول الوقت للمتيمم من كتاب التيمم في الجزء الثاني صفحة 187 وتقدم شرح هذه الأحاديث هناك، وسيأتي أحاديث أخرى عن كثير من الصحابة في باب خصوصياته صلى الله عليه وسلم المشار إليه (تخريجه) أورده الهيثمي وفي نسخته تخليط وسقط من الناسخ أو الطابع، فقد جاء فيه بعد قوله أعطيت الليلة خمسًا ما أعطيهن أحد قبلي يعظمون أكلها كانوا يحرقونها، وهذه الجملة جاءت في غير موضعها فلا معنى لها هنا، ثم قال وجعلت لي الأرض مساجد وسقط قوله فأرسلت إلى الناس كافة إلخ وقوله ونصرت بالرعب إلخ ثم قال البيهقي رواه أحمد ورجاله ثقات (2) (سنده) حدّثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن يحيى بن أبي كثير عن أبي همام الشعباني إلخ (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد وفي إسناده أبو همام الشعباني قال الحسيني مجهول (قال الحافظ) في تعجيل المنفعة ذكره الحاكم أبو أحمد تبعًا للبخاري فيمن لا يعرف اسمه ولم يذكر فيه جرحًا (3) (سنده) حدثنا يزيد أنا الوليد يعني ابن عبد الله ابن جميع عن أبي الطفيل إلخ (غريبه) (4) العقبة بالتحريك الطريق العالي في الجبل، وإنما اختار صلى الله عليه وسلم هذا الطريق لنفسه دون الجيش ليفتضح أمر المنافقين الذين تآمروا على قتله، فقد جاء في تاريخ الحافظ ابن كثير عن عروة بن الزبير قال لما قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم من تبوك إلى المدينة همّ جماعة من المنافقين بالفتك به وأن يطرحوه من رأس عقبة في الطريق، فأخبر بخبرهم فأمر الناس بالسير من الوادي وصعد هو العقبة وسلكها معه أولئك النفر وقه تلثموا إلخ (5) الرهط من الرجال ما دون العشرة وقيل إلى الأربعين (6) أي ازدحموا عليه وكثروا (7) جاء في بعض الروايات أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر حذيفة فرجع إليهم فضرب وجوههم فيحتمل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى عمارًا يضرب وجوه الرواحل أمر حذيفة أن يعاونه، وفي حديث عروة بن الزبير فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبصر حذيفة غضبه فرجع إليهم ومعه محجن فاستقبل وجوه رواحلهم بمحجنه، فلما رأوا حذيفة ظنوا أن قد أظهر على ما أضمروه