كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 21)

-[رجوع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابة من غزوة تبوك وفيه معجزة النبي صلى الله عليه وسلم وأمور أخرى]-
(باب ما جاء في ذكر رجوعهم إلى المدينة من غزوة تبوك وفيه أمور شتى)
442 (حدّثنا عفان) (1) ثنا وهيب بن خالد ثنا عمرو بن يحيى عن العباس بن سهل بن سعد الساعدي عن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام تبوك حين جئنا وادي القرى (2) فإذا امرأة في حديقة (3) لها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه أخرْصوا (4) فخرص القوم وخرص رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة أوسق (5) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمرأة أحصي ما يخرج منه حتى أرجع إليك إن شاء الله، قال فخرج حتى قدم تبوك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها ستبيت عليكم الليلة ريح شديدة فلا يقوم منكم فيها رجل، فمن كان له بعير فليوثق عقاله (6) قال أبو حميد فعقلناها فلما كان من الليل هبت علينا ريح شديدة فقام فيها رجل فألقته في جبل طيئ (7) ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ملك أيلة (8) فأهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم بغلة بيضاء (9) فكساه رسول الله صلى الله عليه وسلم بردًا وكتب له رسول الله صلى الله عليه وسلم ببحره (10) قال ثم أقبل وأقبلنا معه حتى جئنا وادي القرى، فقال للمرأة كم حديقتك؟ قالت عشرة أوسق خرص رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إني متعجل فمن أحب منكم أن يتعجل فليفعل، قال فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرجنا معه حتى إذا أوفى على المدينة قال هي هذه طابة (11) فلما رأى أُحدًا قال هذا أُحد يحبنا ونحبه (12) ألا أخبرك بخير دور الأنصار؟ قلنا بلى يا رسول الله قال خير دور الأنصار بنو النجار (13) ثم
__________
(باب) (1) (حدّثنا عفان إلخ) (غريبه) (2) قال ياقوت في معجمه هو وادٍ بين المدينة والشام من أعمال المدينة كثر القرى والنسبة إليه وادي (3) هي البستان من النخل إذا كان عليه حائط (4) هو بضم الراء وكسرها والضم أشهر أي احزروا كم يجيء من ثمرها (قال النووي) وفيه استحباب تمرين العالم أصحابه بمثل هذا التمرين (5) جمع وسْق، (قال في النهاية) الوسق بالفتح ستون صاعًا وهو ثلاثمائة وعشرون رطلاً عند أهل الحجاز وأربعمائة وثمانون رطلاً عند أهل العراق (6) فيه معجزة ظاهرة للنبي صلى الله عليه وسلم حيث أخبر بالغيب وقد حصل في الحال، وفيه خوف الضرر على أصحابه من القيام وقت الريح وفيه غير ذلك (7) هكذا في الأصل جبل طيئ بالإفراد وجاء عند مسلم جبلي طيئ بالتثنية، وهما جبلان مشهوران يقال لأحدهما أجأ بفتح الهمزة والجيم وبالهمز، والآخر سلمى بفتح السين (وطيئ) بياء مشددة بعدها همزة على وزن سيد وهو أبو قبيلة من اليمن (8) بفتح الهمزة وسكون الياء التحتية بعدها لام مفتوحة مدينة في طريق الشام على ساحل البحر متوسطة بين المدينة الشريفة ودمشق. قال الحازمي قيل هي آخر الحجاز وأول الشام اهـ (قلت) تقدمت قصة ملك أيلة في آخر شرح الباب الثاني من هذه الغزوة (9) هذه البغلة هي بغلته صلى الله عليه وسلم المسماة بدلدل وليست له بغلة غيرها، وظاهره أنها أهديت له في تبوك وهي كانت عنده قبل ذلك ولعله يعني وهو الذي أهدى له قبل ذلك (10) أي ببلده وأرضه والبحر القرى (11) من الطيب بكسر الطاء مشددة وقيل هو الطيب بفتح الطاء مشددة وكسر الياء مشددة بمعنى الظاهر لخلوها من الشرك وتطهيرها منه (12) تقدم الكلام عليه في شرح آخر حديث من غزوة خيبر في هذا الجزء صحيفة 127 رقم 342 (13) قال القاضي عياض المراد أهل الدور والمراد القبائل، وإنما فضل بني النجار لسبقهم في الإسلام وآثارهم

الصفحة 203