كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 21)

-[فضل من تخلف عن غزوة تبوك لعذر وفرح أهل المدينة بقدوم النبي صلى الله عليه وسلم حتى الولائد والصبيان]-
دار بني عبد الأشهل، ثم دار بني ساعده ثم في كل دور الأنصار خير (باب في ذكر من تخلف عن غزوة تبوك لعذر)
443 (عن أنس) (1) قال لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك فدنا من المدينة قال إن بالمدينة لقومًا ما سرتم مسيرًا ولا قطعتم واديًا (2) إلا كانوا معكم فيه قالوا يا رسول الله وهم بالمدينة؟ قال وهم بالمدينة حبسهم العذر (3)
444 (عن سعيد بن المسيب) (4) قال قلت لسعد بن مالك (5) إني أريد أن أسألك عن حديث وأنا أهابك أن أسألك عنه، فقال لا تفعل يا بن أخي، إذا علمت أن عندي علمًا فسلني عنه ولا تهبني، قال فقلت قول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم لعلي رضي الله عنه حين خلفه بالمدينة في غزوة تبوك، فقال سعد خلف رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم عليًّا بالمدينة في غزوة تبوك فقال يا رسول الله أتخلفني في الخالفة (6) في النساء والصبيان فقال أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هرون من موسى (7) قال بلى يا رسول الله، قال فأدبر عليٌّ مسرعًا كأني أنظر إلى غبار قدميه يسطع (وفي رواية فرجع عليّ مسرعًا) (وعنه في أخرى بنحوه)
__________
الجميلة في الدين اهـ ثم يليهم في الفضل دار بني عبد الأشهل، ثم دار بني ساعدة، وقد علمت المراد بالدار ثم في كل دور الأنصار خير، هذا عموم بعد خصوص والله أعلم (هذا وفي المواهب) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف من تبوك بعد أن أقام بها بضع عشرة ليلة وقيل عشرين ولم يلق كيدًا وبنى في طريقه مساجد وأقبل صلى الله عليه وسلم حتى نزل بذي أوان بينها وبين المدينة ساعة، جاءه خبر مسجد الضرار من السماء فأرسل في هدمه وحرقه بعد أن أنزل الله فيه (والذين اتخذوا مسجدًا ضرارًا وكفرًا الآية) وكان الذين اتخذوه اثني عشر رجلاً يضاربون به مسجد قباء، وذلك أنهم قالوا في طائفة من المنافقين نبني مسجدًا فنقيل فيه فلا نحضر خلف محمد، ولما دنا صلى الله عليه وسلم من المدينة خرج الناس لتلقيه وخرج النساء والصبيان والولائد يقلن
طلع البدر علينا ... من ثنيات الوداع وجب الشكر علينا ... ما دعا لله داع
(باب) (1) (سنده) حدّثنا ابن أبي عدي ثنا حميد عن أنس (يعني ابن مالك) إلخ (غريبه) (2) الوادي مفرج ما بين الجبال أو التلال أو الآكام، وعند البخاري (ما سلكنا شِعبًا ولا واديًا) الشعب بكسر الشين المعجمة الطريق في الجبل ومسيل الماء في بطن الأرض (3) معنى الحديث أن ناسًا تخلفوا وراءنا ولم يشاركونا في الغزو لِما ألمّ بهم من العارض المانع وهم معنا بالنية الصالحة، فما سرنا سيرًا ولا قطعنا طريقًا ولا وطئنا موطئًا يغيظ الكفار ولا نلنا من عدونا قتلاً أو أسرًا إلا وهم شركاؤنا في المثوبة والأجر (تخريجه) (خ د) ورواه مسلم من حديث جابر بن عبد الله (4) (سنده) حدّثنا عفان حدثنا حماد يعني ابن سلمة أنبأنا علي بن زيد عن سعيد بن المسيب إلخ (غريبه) (5) يعني ابن أبي وقاص (6) الخالفة هي المرأة القاعدة من النساء في البيت، وفي رواية أخرى من طريق ثانٍ عن سعد بن مالك أن عليًّا رضي الله تعالى عنه قال يا رسول الله ما كنت أحب أن تخرج وجهًا إلا وأنا معك فقال أَوما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي؟ (7) لعله يريد أن موسى استخلف هارون حينما ذهب إلى الميقات، ولا يقال إن هارون كان خليفة بعد موسى

الصفحة 204