كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 21)

-[قول النبي صلى الله عليه وسلم لعلي أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى = وقصة أبي رهم الغفاري]-
وفيه قال رضيت ثم قال بلى بلى
445 (عن ابن عباس) (1) قال خرج يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس في غزوة تبوك قال فقال له علي أخرج معك قال فقال له نبي الله صلى الله عليه وسلم لا فبكى علي فقال له أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هرون من موسى إلا أنك لست بنبي إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي
446 (عن أبي رُهم الغفاري) (2) وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين بايعوا تحت الشجرة قال غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك فلما فصل (3) سرى ليلة فسرت قريبًا منه وألقِيَ عليَّ النعاس فطفقت أستيقظ وقد دنت راحلتي من راحلته فيفزعني دنوها خشية أن أصيب رجله في الغرز (4) فأؤخر راحلتي حتى غلبتني عيني نصف الليل فركِبَتْ راحلتي راحلته (5) ورجل النبي صلى الله عليه وسلم في الغرز فأصابت رجله فلم أستيقظ إلا بقوله حَس (6) فرفعت رأسي فقلت استغفر لي يا رسول الله فقال سر (7) فطفق يسألني عمن تخلف من بني غفار فأخبره، فإذا هو يسألني ما فعل النفر الحمر الطوال القطاط (8) أو قال القصار عبد الرزاق يشك الذين لهم نَعَم بشظية (9) شرخ قال قال فذكرتهم في بني غفار فلم أذكرهم حتى ذكرت رهطًا من أسلم فقلت (10) يا رسول الله ما يمنع أحد أولئك حين تخلف أن يحمل على بعير من إبله امرءًا نشيطًا في سبيل الله فادعوا (11) هل أن يتخلف عن المهاجرين من قريش والأنصار وأسلم وغفار (وعنه من طريق ثانٍ) (12)
__________
لأنه توفي قبل موسى بنحو أربعين سنة على ما هو مشهور عند أهل التاريخ والسير (تخريجه) (م. وغيره) (1) (عن ابن عباس إلخ) هذا طرف من حديث طويل سيأتي بطوله وسنده وشرحه في مناقب علي رضي الله عنه من كتاب مناقب الصحابة إن شاء الله تعالى، وفي هذا الحديث والذي قبله منقبة عظيمة للإمام علي كرم الله وجهه ودلالة على عظيم فضله رضي الله عنه وأرضاه (2) (سنده) حدثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن الزهري أخبرني ابن أخي أبي رهم أنه سمع أبا رهم الغفاري وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلخ (قلت) أبو رهم اسمه كلثوم بن الحصين (غريبه) (3) أي خرج بالجنود لغزوة تبوك (4) الغرز المرحل كالركاب المسرج (5) أي زاحمت راحلة أبي رهم راحلة النبي صلى الله عليه وسلم وصدمتها (6) حس كلمة تقولها العرب عند وجود الألم كالأنين الذي يخرجه المتألم نحو آه (7) جاء في الأصل (سل) بسين ولام بدل الراء وجاء عند ابن إسحاق وفي مجمع الزوائد سر بسين وراء من السير وهو ظاهر المعنى بعكس سل (8) بكسر القاف أي الذين شعورهم شديدة الجعودة: وفي التهذيب القطط بفتح القاف الشعر الزنجي ورجال قطاط مثل جبل وجبال (9) جاء في الطريق الثانية بشبكة شرخ قال في النهاية الشظية قطعة مرتفعة من رأس الجبل، وقال في موضع آخر شبكة شرخ هو بفتح الشين وسكون الراء موضع بالحجاز وبعضهم يقوله بالدال اهـ وقال السهيلي شبكة شرخ موضع من بلاد غفار (10) هكذا بالأصل فقلت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلخ لكن جاء في سيرة ابن هشام عن ابن إسحاق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منع أحد أولئك حتى تخلف إلخ وكذلك في مجمع الزوائد فجعله من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الظاهر (11) (فادعوا هل أن بتخلف عن المهاجرين إلخ) هذه الجملة جاءت في المسند هكذا ولا معنى لها فهي قطعًا من خطاء الناسخ أو الطابع، وصوابها كما جاء في سيرة ابن هشام ومجمع الزوائد (إن أعر أهلي عليّ أن يتخلف عني المهاجورن من قريش والأنصار إلخ (12) (سنده) حدّثنا يعقوب

الصفحة 205