كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 21)
-[حديث كعب بن مالك أحد الثلاثة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك]-
قال فطفقت أؤخر راحلتي عنه حتى غلبتني عيني وقال ما فعل النفر السود الجعاد (1) القصار قال قلت والله ما أعرف هؤلاء منا حتى قال بلى الذين لهم نعم بشبكة شرخ (2) قال فتذكرتهم في بني غفار فلم أذكرهم حتى ذكرت أنهم رهط من أسلم كانوا حلفاء فينا، فقلت يا رسول الله أولئك رهط من أسلم كانوا حلفاءنا (باب حديث كعب بن مالك) وهو أحد الثلاثة (3) الذين تخلفوا عن غزوة تبوك ونزل القرآن بتوبتهم رضي الله عنهم 447 (حدّثنا إسماعيل) (4) قال أنا ابن عون عن عمر بن كثير بن أفلح قال قال كعب بن مالك ما كنت أيسر للظهر والنفقة مني في تلك الغزاة (يعني تبوك) قال لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت أتجهز غدًا ثم ألحقه فأخذت في جهازي فأمسيت ولم أفرغ، فقلت آخذ في جهازي غدًا والناس قريب بعدُ ثم ألحقهم فأمسيت ولم أفرغ، فلما كان اليوم الثالث أخذت في جهازي فأمسيت فلم أفرغ، فقلت أيْهات (5) سار الناس ثلاثًا فأقمت فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل الناس يعتذرون إليه فجئت حتى قمت بين يديه فقلت ما كنت في غزاة أيسر للظهر والنفقة مني في هذه الغزاة (6) فأعرض عني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر الناس أن لا يكلمونا وأمِرت نساؤنا أن يتحوان عنا، قال فتسورت حائطًا ذات يوم فإذا أنا بجابر بن عبد الله فقلت أي جابر نشدتك بالله هل علمتني غششت الله ورسوله يومًا قط؟ قال فسكت عني فجعل لا يكلمني، قال فبينما أنا ذات يوم إذ سمعت رجلاً على الثنية (7) يقول كعبًا كعبًا حتى دنا
__________
ثنا أبي عن ابن إسحاق وذكر ابن شهاب عن ابن أكيمة الليثي عن ابن أخي أبي رهم الغفاري أنه سمع أبا رهم كلثوم بن حصين وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين بايعوا تحت الشجرة يقول غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك فذكر الحديث إلا أنه قال فطفقت أؤخر راحلتي إلخ (1) أي جعاد الشعر (2) تقدم الكلام على شرحه في شرح الطريق الأولى (تخريجه) رواه ابن إسحاق في المغازي وأورده الهيثمي وقال رواه (حم طب) وفي إسنادهما ابن أخي أبي رهم ولم أعرفه (باب) (3) هؤلاء الثلاثة هم كعب بن مالك الشاعر صاحب الحديث ومرارة بن الربيع وهلال بن أمية كلهم من الأنصار، ولكعب بن مالك حديث مطول جدًّا غير هذا تقدم بسنده وطوله وشرحه وتخريجه في باب لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار في سورة التوبة من كتاب فضائل القرآن وتفسيره في الجزء الثامن عشر ص * 16 رقم 301 وحديث الباب مختصر، وإنما ذكرته هنا لمناسبة غزوة تبوك (4) (حدّثنا إسماعيل إلخ) (غريبه) (5) بفتح الهمزة وسكون التحتية وفتح الهاء والتاء الفوقية هي لغة في هيهات (قال في النهاية) هي كلمة لبعيد مبنية على الفتح وناس يكسرونها، وقد تبدل الهاء همزة فيقال أيهات ومن فتح وقف بالتاء ومن كسر وقف بالهاء (6) معناه أنه لم يتخلف لكونه معسرًا بالنفقة أو فاقدًا للظهر أي الدابة التي يركبها بل كان ذلك متوفرًا لديه وما تخلف إلا بسبب الأمور التي ذكرها وليست بعذر، ولكنه ذكر الحقيقة وصدق في قوله واعتقد أن الصدق أنجى، وقد تاب الله عليه بسبب صدقه (7) أي ثنية جبل سلع كما في الحديث الطويل، وهذا الرجل هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه يقول بأعلى صوته يقول يا كعب بن مالك أبشر، قال كعب فخررت ساجدًا وعرفت أنه قد جاء فرج