كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 21)
-[بيان أن الصدق سبيل النجاة في كل شيء وبسببه تاب الله على كعب بن مالك وما جاء في وفد ثقيف]-
مني فقال بشروا كعبًا
448 (عن عبد الرحمن بن عبد الله) (1) بن كعب بن مالك أن كعب بن مالك (رضي الله عنه) لما تاب الله عليه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن الله لم ينجني إلا بالصدق، وإن من توبتي إلى الله أن لا أكذب أبدًا: وإني أنخلع من مالي صدقة لله تعالى ورسوله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمسك عليك بعض مالك فإنه خير لك، قال فإني أمسك سهمي من خيبر (باب ما جاء في وفد ثقيف (2) وضمام بن ثعلبة وافد بني سعد)
449 (عن عثمان بن أبي العاص) (3) أن وفد ثقيف قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزلهم المسجد ليكون أرق لقلوبهم، فاشترطوا على النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يحشروا (4) ولا يعشروا ولا يجبوا (5) ولا يستعمل عليهم غيرهم، قال فقال إن لكم أن لا تحشروا ولا تعشروا ولا يستعمل عليكم غيركم، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لا خير في دين لا ركوع فيه
__________
وأذَّن رسول الله صلى الله عليه وسلم بتوبة الله تبارك وتعالى علينا حين صلى صلاة الفجر فذهب الناس يبشروننا هكذا في الحديث الطويل فارجع إليه تخريجه (ق، وغيرهما) (1) (سنده) حدّثنا روح حدثنا ابن جريج قال أخبرني ابن شهاب عن عبد الرحمن بن عبد الله إلخ (تخريجه) هو مختصر من الحديث الطويل ورجاله من رجال الصحيحين أخرجه الشيخان وغيرهما (باب) (2) ترجم الحافظ ابن كثير في تاريخه لوفد ثقيف بقوله قدوم وفد ثقيف على رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان من سنة تسع، (وقال ابن إسحاق) قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة من تبوك في رمضان وقدم عليه في ذلك الشهر وفد من ثقيف (قلت) وتقدم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أسلم مالك بن عوف النصري أنعم عليه وأعطاه وجعله أميرًا على من أسلم من قومه فكان يغزوا بلاد ثقيف ويضيق عليهم حتى ألجأهم إلى الدخول في الإسلام وذلك أنهم رأوا أنهم لا طاقة لهم بحرب من حولهم من العرب وقد بايعوا وأسلموا فأتمروا فيما بينهم على أن يرسلوا وفدًا منهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (قال موسى بن عقبة) كانوا بضعة عشر رجلاً فيهم كنانة بن عبد ياليل وهو رئيسهم، وفيهم عثمان بن أبي العاص وهو أصغر الوفد (قال ابن إسحاق) فلما دنوا من المدينة ونزلوا قناة ألفوا المغيرة بن شعبة يرعى في نوبته ركاب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رآهم ذهب يشتد ليبشر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدومهم فلقيه أبو بكر الصديق فأخبره عن ركب ثقيف أن قدموا يريدون البيعة والإسلام أن شرط لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم شروطًا ويكتبوا كتابًا في قومهم، فقال أبو بكر للمغيرة أقسمت عليك لا تسبقني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أكون أحدثه، ففعل المغيرة فدخل أبو بكر فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدومهم (قلت) وكان من شروطهم ما جاء في حديث الباب (3) (سنده) حدثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة عن حميد عن الحسن عن عثمان بن أبي العاص إلخ (غريبه) (4) بضم أوله وسكون ثانيه وفتح المعجمة أي لا يندبون إلى المغازي ولا تضرب عليهم البعوث، وقيل لا يحشرون إلى عامل الزكاة ليأخذ صدقة أموالهم بل يأخذها في أماكنهم (وقوله ولا يعشروا) بضم أوله وسكون ثانيه وفتح المعجمة أي لا يؤخذ عشر أموالهم، وقيل أرادوا به الصدقة الواجبة، وإنما فسح لهم في تركها لإنها لم تكن واجبة يومئذٍ عليهم إنما تجب بتمام الحول (5) بضم أوله وفتح الجيم وضم الموحدة مشددة (قال في النهاية) أصل المتجبية أن يقوم الإنسان قيام الراكع، وقيل هو أن يضع يديه