كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 21)

-[قصة ضمام بن ثقلبة وافد بني قسين مع النبي صلى الله عليه وسلم وسؤاله عن فرائض الإسلام]-
قال وقال عثمان بن أبي العاص يا رسول الله علمني القرآن واجعلني إمام قومي
450 (عن ابن عباس) (1) قال بعثت بنو سعد بن بكر بن ضمام بن ثعلبة وافدًا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدم عليه وأناخ بعيره على باب المسجد ثم عقله ثم دخل المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في أصحابه، وكان ضمام رجلاً جلدًا (2) أشعر ذا غديرتين فأقبل حتى وقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه فقال أبكم ابن عبد المطلب؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا ابن عبد المطلب، قال محمد؟ قال نعم، فقال ابنَ عبد المطلب إني سائلك ومغلظ في المسألة فلا تجدنَّ في نفسك، قال لا أجد في نفسي فسل عما بدا لك، قال أنشُدك الله إلاهك وإلاه من كان قبلك وإلاه من هو كائن بعدك آلله بعثك إلينا رسولاً؟ قال: اللهم نعم قال: أنشدك الله إلاهك وإلاه من كان قبلك وإلاه من هو كائن بعدك آلله أمرك أن تأمرنا أن نعبده وحده لا نشرك به شيئًا، وأن نخلع هذه الأنداد التي كانت آباؤنا يعبدون معه؟ قال اللهم نعم، قال فأنشدك الله إلاهك وإلاه من كان قبلك وإلاه من هو كائن بعدك آلله أمرك أن نصلي هذه الصلوات الخمس؟ قال اللهم نعم، قال ثم جعل يذكر فرائض الإسلام فريضة فريضة الزكاة والصيام والحج وشرائع الإسلام كلها يناشده عند كل فريضة كما يناشده في التي قبلها، حتى إذا فرغ قال فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وسأؤدي هذه الفرائض وأجتنب ما نهيتني عنه ثم لا أزيد ولا أنقص، قال ثم انصرف راجعًا إلى بعيره، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ولّى إن يصدق ذوالعقيصتين (3) يدخل الجنة، قال فأتى إلى بعيره فأطلق ثم خرج حتى قدم على قومه فاجتمعوا إليه فكان أول ما تكلم به أن قال بئست اللات والعزى، قالوا مه (4) يا ضمام اتق البرص والجذام، اتق الجنون (5) قال ويلكم إنهما والله لا يضران
__________
على ركبتيه وهو قائم، وقيل هو السجود، والمراد بقولهم لا يجبوا أنهم لا يصلون، ولفظ الحديث يدل على الركوع لقوله في جوابهم ولا خير في دين لا ركوع فيه، فسمى الصلاة ركوعًا لإنه بعضها، وسئل جابر رضي الله عنه عن اشتراط ثقيف أن لا صدقة عليها ولا جهاد؟ فقال علم أنهم سيصدّقون ويجاهدون إذا أسلموا، ولم يرخص لهم في ترك الصلاة لإن وقتها حاضر متكرر بخلاف وقت الزكاة والجهاد (تخريجه) (د. طل) وسنده جيد ورجاله ثقات إلا أن المنذري قال قد قيل إن الحسن البصري لم يسمع من عثمان بن أبي العاص والله أعلم (قال ابن إسحاق) فلما أسلموا وكتب لهم كتابهم أمّر عليهم عثمان بن أبي العاص وكان أحدثهم سنًّا لإن الصدّيق قال يا رسول الله إني رأيت هذا الغلام من أحرصهم على التفقه في الإسلام وتعلم القرآن، وذكر موسى بن عقبة أن وفدهم كانوا إذا أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفوا عثمان بن أبي العاص في رحالهم، فإذا رجعوا وسط النهار جاء هو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عن العلم فاستقرأه القرآن، فإن وجده نائمًا ذهب إلى أبي بكر الصديق: فلم يزل دأبه حتى فقه في الإسلام وأحبه رسول الله صلى الله عليه وسلم حبًّا شديدًا (1) (سنده) حدّثنا يعقوب حدثنا أبي عن محمد بن إسحاق حدثني محمد بن الوليد بن ويفع عن كريب مولى عبد الله بن عباس إلخ (غريبه) (2) بفتح الجيم وسكون اللام، القوي الشديد (وقوله أشعر) أي طويل الشعر (ذا غديرتين) أي ضفيرتين (3) أي الغديرتين وهي الشعر المعقوص كالمضفور (4) اسم فعل بمعنى اكفف (5) معناه احذر أن تسب

الصفحة 208