كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 21)

-[حج أبي بكر رضي الله عنه بالناس وبعث علي رضي الله عنه إلى أهل مكة ببراءة سنة تسع]-
455 (عن أسامة بن زيد) (1) قال دخلت مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم على عبد الله بن أبي في مرضه نعوده فقال له النبي صلى الله عليه وسلم قد كنت أنهاك عن حب يهود فقال عبد الله فقد أبغضهم سعد بن زُرارة فمات (2) (باب ما جاء في حج أبي بكر رضي الله عنه وبعث علي رضي الله عنه إلى أهل مكة ببراءة)
456 (عن علي رضي الله عنه) (3) قال لما نزلت عشر آيات من براءة على النبي صلى الله عليه وسلم دعا النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر رضي الله عنه فبعثه بها ليقرأها على أهل مكة، ثم دعاني النبي صلى الله عليه وسلم أدرك أبا بكر فحيثما لحقته فخذ الكتاب منه، قال فاذهب به إلى أهل مكة فاقرأه عليهم، فلحقته بالجحفة فأخذت الكتاب منه ورجع أبو بكر رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله نزل فيّ شيء؟ قال لا ولكن جبريل جاءني فقال لي لن يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك
457 (عن أبي هريرة) (4) قال كنت مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه حيث بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل مكة ببراءة فقال ما كنتم تنادون؟ قال كنا ننادي أن لا يدخل الجنة إلا مؤمن ولا يطوف بالبيت عريان (5) ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فإن أجله أو أمده إلى أربعة أشهر، فإذا مضت الأربعة الأشهر فإن الله بريء من المشركين ورسولَه، ولا
__________
{ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره} قال فذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال وما يغني عنه قميصي من الله، وإني لأرجو أن يسلم لذلك ألف من قومه (تخريجه) (ق) قال المنذري في مختصر سنن أبي داود في الجنائز وأخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث جابر بن عبد الله قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم قبر عبد الله بن أبيّ فأخرجه من قبره فوضعه على ركبتيه ونفث عليه من ريقه وألبسه قميصه والله أعلم (1) (سنده) حدثنا قتيبة بن سعيد ثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن عروة عن أسامة بن زيد إلخ (غريبه) (2) جاء عند أبي داود وابن إسحاق بلفظ (فمه) وجاء عند الواقدي بلفظ (فما نفعه) والظاهر أنه يريد فما منع عنه الموت، أما قوله (فمه) فقد قال في فتح الودود معناه فماذا حصل له ببغضهم فالهاء منقلبة عن الألف، وأصله فما أو هو اسم فعل بمعني اسكت وكأنه يريد أنه لا يضر حبهم ولا ينفع ولو نفع بعضهم لما مات أسعد بن زرارة، وهذا من قلة فهمه وقصور نظره على أن الضرر والنفع هو الموت أو الخلاص منه اهـ (تخريجه) (د) وسكت عنه أبو داود والمنذري (ورواه ابن إسحاق) فقال حدثني الزهري عن عروة عن أسامة بن زيد إلخ فالحديث صحيح لإن رجاله كلهم ثقات، وقد صرح ابن إسحاق بالتحديث (باب) (3) (عن علي رضي الله) إلخ هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في الباب الأول من تفسير سورة التوبة في الجزء الثامن عشر صفحة 157 رقم 291 فارجع إليه (4) (سنده) حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن مغيرة عن الشعبي عن محرَّر بن أبي هريرة عن أبيه أبي هريرة إلخ (قلت) محرر بوزن محمد وهو تابعي تقة (غريبه) (5) ذكر الحافظ ابن كثير سبب ذلك في تفسيره فقال: أول هذه السورة الكريمة نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رجع من غزوة تبو ك وهم بالحج ثم ذكر أن المشركين يحصرون عامهم هذا الموسم على عادتهم في ذلك وأنهم يطوفون بالبيت عراة فكره مخالطتهم وبعث

الصفحة 211