كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 21)
-[بفض بريدة الأسلمي لعليّ رضي الله عنه ووشايته به إلى النبي صلى الله عليه وسلم وبراءة عليّ]-
{{{أبواب حوادث السنة العاشرة}}}}
(باب ما جاء في سرية الإمام علي بن أبي طالب وخالد بن الوليد رضي الله عنهما إلى اليمن)
459 (عن بريدة) (1) قال غزوت مع علي اليمن فرأيت منه جفوة (2) فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرت عليًّا فتنقصته (3) فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتغير (4) فقال يا بريدة، ألستُ أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قلت بلى يا رسول الله، قال من كنت مولاه فعلي مولاه (وفي لفظ) من كنت وليه فعليّ وليه (5)
460 (عن عبد الله بن بريدة) (6) حدثني أبي بريدة قال أبغضت عليًّا بغضًا لم يبغضه أحد قط، قال وأحببت رجلاً من قريش لم أحبه إلا على بغضه عليًّا قال فبُعِث ذلك الرجل على خيل فصحبته ما أصحبه إلا على بغضه عليًّا، قال فأصبنا سبيًا قال فكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ابعث إلينا من يخمسه، قال فبعث إلينا عليًّا وفي السبي وصيفة هي أفضل من السبي فخمس وقسم، فخرج رأسه مغطًى، فقلنا يا أبا الحسن ما هذا؟ قال ألم تروا إلى الوصيفة التي كانت في السبي فإني قسمت وخمست فصارت في الخمس، ثم صارت في أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ثم نم صارت في آل علي ووقعت بها، قال فكتب الرجل إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فقلت ابعثني فبعثني مصدقًا قال فجعلت أقرأ الكتاب وأقول صدق، قال فأمسك يدي والكتاب وقال أتبغض عليًّا؟ قال قلت نعم، قال فلا تبغضه وإن كنت تحبه فازدد له حبًّا، فوالذي نفسي بيده لنصيب آل عليّ في الخمس أفضل من وصيفة: قال فما كان من الناس أحد بعد قول رسول الله صلى الله عليه وسلم
__________
(باب) (1) (سنده) حدثنا الفضل بن دكين ثنا ابن عيينة عن الحسن عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن بريدة (يعني الأسلمي إلخ) (غريبه) (2) الظاهر والله أعلم أن عليًّا ما جفاه إلا لأمر يستوجب ذلك لما اتصف به علي رضي الله عنه من الورع والتقوى وكفى بقوله صلى الله عليه وسلم في ذلك الحديث من كنت مولاه فعلي مولاه (3) معناه أنه ذكره عند النبي صلى الله عليه وسلم بكلام فيه نقص لكرامة علي رضي الله عنه (4) تغير وجه الرسول صلى الله عليه وسلم يشعر بغضبه مما ذكره بريدة في حق علي (5) قال الإمام الشافعي رحمه الله عني به ولاء الإسلام ورواه الديلي بلفظ (من كنت نبيه فعلي وليه) ولهذا قال أبو بكر فيما أخرجه الدارقطني (علي عترة رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي الذين حث على التمسك بهم (تخريجه) لم أقف عليه بهذا السياق من حديث بريدة لغير الإمام أحمد وأورده الهيتمي وقال رجال أحمد ثقات وقال في موضع آخر رجاله رجال الصحيح، وأورده الترمذي والنسائي من حديث زيد بن أرقم وقال الحافظ السيوطي حديث متواتر، ورواه باللفظ الآخر الإمام أحمد أيضًا والنسائي والحاكم، قال الهيثمي في موضع رجاله موثقون وفي آخر رجاله ثقات وفي آخر رجاله رجال الصحيح، وسيأتي هذا الحديث أيضًا في مناقب علي رضي الله عنه من طرق كثيرة عن كثيرمن الصحابة بزيادة فيه (6) (عن عبد الله بن بريدة إلخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب استبراء الأمة من كتاب العِدَد