كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 21)
-[قول النبي صلى الله عليه وسلم لبريدة لا تقع في علي فإنه مني وأنا منه: وفيه منقبة لعلي رضي الله عنه]-
أحب إلي من علي (1) قال عبد الله (2) فوالذي لا إله غيره ما بيني وبين النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث غير أبي بريدة
461 (عن عبد الله بن بريدة) (3) عن أبيه بريدة قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثين إلى اليمن على أحدهما علي بن أبي طالب وعلى الآخر خالد بن الوليد، فقال إذا التقيتم فعلي على الناس وإن افترقتما فكل واحد منكما على جنده (4) قال فلقينا بني زيد من أهل اليمن فاقتتلنا فظهر المسلمون على المشركين فقتلنا المقاتلة وسبينا الذرية، فاصطفى عليّ امرأة من السبي لنفسه، قال بريدة فكتب معي خالد بن الوليد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره بذلك، فلما أتيت النبي صلى الله عليه وسلم دفعت الكتاب فقُرئ عليه فرأيت الغضب في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله هذا إمكان العائذ، بعثتني مع رجل وأمرتني أن أطيعه ففعلت ما أرسلت به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقع في عليّ فإنه مني وأنا منه (5) وهو وليكم بعدي وإنه مني وأنا منه وهو وليكم بعدي (6)
__________
في الجزء السابع عشر صفحة 55 رقم 22 فارجع إليه، وهو حديث صحيح رواه البخاري مختصرًا، وفيه منقبة عظيمة للإمام علي رضي الله عنه وكرم الله وجهه، أما الوشاية به بسبب اصطفائه الوصيفة لنفسه فيدفعها قول النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفس محمد بيده لنصيب آل علي في الخمس أفضل من وصيفة، وأما كونه واقعها بدون استبراء فقد ذهب إليه كثير من السلف وغيرهم بل من الصحابة، فقد روى البخاري عن ابن عمر أنه قال (إذا وُهِيت الوليدة أو بيعت فلتُستَبرأ بحيضة ولا تستبرأ العذراء) فيحمل ما جاء في هذا الحديث في قصة علي رضي الله عنه مع الوصيفة على أنها كانت صغيرة أو بكرًا أو كان مضى عليها من بعد السبي مدة الاستبراء لإنها قد دخلت في ملك المسلمين في وقت السبي، والمصير إلى هذا متعين للجمع بين الأدلة فعليّ رضي الله عنه أتقى وأزهد وأورع من أن تستفزه غلبة الشهوة على ارتكاب محارم الله، وقد اجتمع فيه من الدين المتين والورع الحاجز والزهادة في الدنيا وجماع الفضائل ما يشهد به كل مسلم رضي الله عنه وأرضاه (1) فيه منقبة لبريدة لمصير من أحب الناس إليه، وقد صح أنه لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق، كما رواه الإمام أحمد ومسلم وسيأتي في مناقب علي رضي الله عنه (2) يعني ابن بريدة يقسم أنه تلقى هذا الحديث من والده بريدة مباشرة ليس بينه وبينه واسطة، وهو يفيد أن والده تلقاه من النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة بغير واسطة يشير بذلك إلى علوّ السند (3) (سنده) حدثنا ابن نمير حدثني أجلح الكندي عن عبد الله بن بريدة عن أبيه بريدة (يعني الأسلمي رضي الله عنه إلخ) (غريبه) (4) معناه إذا كان العدو في جهة واحدة واجتمع الجيشان لمقاتلته فيكون عليّ أميرًا على الجيشين، وإذا وجد العدو في جهتين (فكل واحد منكما) (يعني خالدًا وعليًّا) يكون كل واحد منهما أميرًا على جنده (5) أي في النسب والصهر والمحبة وغير ذلك من المزايا، ولم يرد محض القرابة وإلا فجعفر شريكه فيها قاله الحافظ (6) تقدم أن الإمام الشافعي رحمه الله فسره بولاء الإسلام والله أعلم (تخريجه) أورده الهيثمي بلفظه وقال رواه الترمذي باختصار، قال ورواه أحمد والبزار باختصار وفيه الأجلح الكندي وثقه ابن معين وغيره وضعفه جماعة: وبقية رجال أحمد رجال الصحيح اهـ (قلت) قول الهيثمي) ورواه أحمد والبزار باختصار) الاختصار راجع