كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 21)
-[سرية جرير بن عبد الله البَجَلي إلى هدم ذي الخَلَصة]-
اشترط عليّ، قال تعبد الله لا تشرك به شيئًا، وتصلي الصلاة المكتوبة، وتؤدي الزكاة المفروضة، وتنصح المسلم، وتبرأ من الكافر (باب ما جاء في سرية جرير بن عبد الله البَجَلي إلى هدم ذي الخلَصَة)
466 (عن قيس) (1) قال قال لي جرير بن عبد الله (2) قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تريحني من ذي الخلصة (3) وكان بيتًا في خثعم يسمّى كعبة اليمانية (4) قال فانطلقت في خمسين ومائة فارس (وفي رواية سبعين ومائة فارس) من أحمس وكانوا أصحاب خيل، فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم أني لا أثبت على الخيل، فضرب في صدري حتى رأيت أثر أصابعه في صدري وقال اللهم ثبته واجعله هاديًا مهديًّا، فانطلق إليها فكسرها وحرقها فأرسل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يبشره، فقال رسول جرير (5) لرسول الله صلى الله عليه وسلم والذي بعثك بالحق ما جئتك حتى تركتها كأنها جمل أجرب (6) فبارك رسول الله صلى الله عليه وسلم على خيل أحمس ورجالها خمس مرات (7) (باب ما جاء في حجة الوداع)
467 (حدّثنا يحيى) (8) ثنا جعفر حدثني أبي قال أتينا جابر بن عبد الله رضي الله عنهما وهو في بني سَلمة فسألناه عن حَجة النبي صلى الله عليه وسلم فحدثنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث بالمدينة تسع سنين لم يحج، ثم أذِّن في الناس أن
__________
اشترط عليّ إلخ (تخريجه) (ق نس) (باب) (1) (سنده) حدّثنا يحيى بن سعيد عن إسماعيل قال حدثني قيس قال قال لي جرير بن عبد الله إلخ (قلت) قيس هو ابن أبي حازم (غريبه) (2) هو جرير بن عبد الله بن جابر الأحمسي البجلي نسبته إلى أحمس بهمزة مفتوحة فمهملة ساكنة فميم مفتوحة فسين مهملة بطن من بجيلة بفتح الموحدة وكسر الجيم، حي من اليمن، كان عمر رضي الله عنه يسميه يوسف هذه الأمة لفرط جماله، وكان طوالاً يقتحم في ذروة البعير، وكان نصله ذراعًا ومع تأخر إسلامه فقد أخذ في نصر الإسلام بحظ وافر كذا في بهجة المحافل (3) بفتح الخاء المعجمة واللام وقد فسره ببيت في خثعم، أي في بلاد دوس باليمن، كان فيه أصنام يعبدونها ويحجون إليه ويطوفون به ويخرون عنده يشبهون به الكعبة المكرمة (4) قال النووي هكذا هو في جميع النسخ وهو من إضافة الموصوف إلى صفته، وأجازه الكوفيون وقدر البصريون فيه حذفًا أي كعبة الجهة اليمانية واليمانية، بتخفيف الياء على المشهور وحكي تشديدها: قال والمراد أن ذا الخلصة كانوا يسمونها الكعبة اليمانية وكانت الكعبة الكريمة التي بمكة تسمى الكعبة الشامية، ففرقوا بينهما للتمييز، هذا هو المراد فيتأول اللفظ عليه وتقديره يقال له الكعبة اليمانية ويقال للتي بمكة الشامية (5) رسول جرير هو أبو أرطاةَ حُصين بن ربيعة كما صرح بذلك في رواية مسلم (6) معناه كالجمل المطلي بالقطران لما به من الجرب حتى صار أسود لذلك، يعني صارت سوداء من إحراقها فكأن التشبيه باعتبار السواد الحاصل بالإحراق (7) أي دعا لخيل أحمس ورجالها بالخير والبركة، ولا شك أن دعاءه صلى الله عليه وسلم مقبول، وفيه منقبة عظيمة لجرير حيث دعا له صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بقوله اللهم ثبته واجعله هاديًا مهديًّا أي دالاًّ على طريق الهدى مدلولاً عليها وموفقًا لها، زاد في رواية (فما وقعت عن فرس بعدُ) (تخريجه) (ق. وغيرهما)
(باب) (8) (حدثنا يحيى إلخ) هذا طرف من حديث جابر الطويل في صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم وتقدم بطوله وشرحه وتخريجه في أول باب صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم من كتاب الحج في الجزء