كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 21)
-[بعث جرير بن عبد الله رضي الله عنه إلى اليمن]-
471 (حدثنا حجاج) (1) حدثني شعبة عن علي بن مدرك قال سمعت أبا زرعة يحدث عن جرير (2) وهو جده عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال في حجة الوداع يا جرير استنصت الناس، ثم قال في خطبته لا ترجعوا بعدي كفارًا (3) يضرب بعضكم رقاب بعض (باب ما جاء في بعث جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه إلي اليمن)
472 (عن جرير) (4) قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن (5) فلقيت بها رجلين ذا كلاع (6) وذا عمرو، قال وأخبرتهما شيئًا من خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم (7) ثم أقبلنا فإذا قد رفع لنا ركب من قبل (8) المدينة قال فسألناهم
__________
القول لا يقطع لهؤلاء الذين يذادون بالنار بل يجوز أن يذادوا أي يطردوا عقوبة لهم ثم يرحمهم الله تعالى فيدخلهم الجنة بغير عذاب: قال أصحاب هذا القول ولا يمتنع أن يكون لهم غرة وتحجيل، ويحتمل أن يكون كانوا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وبعده لكن عرفهم بالسيما (وقال الإمام) الحافظ أبو عمرو بن عبد البر كل من أحدث في الدين فهو من المطرودين عن الحوض كالخوارج والروافض وسائر أصحاب الأهواء، قال وكذلك الظلمة المسرفون في الجور وطمس الحق والمعلنون بالكبائر، قال وكل هؤلاء يخاف عليهم أن يكونوا ممن عنوا بهذا الخبر والله أعلم اهـ (تخريجه) لم أقف عليه بهذا السياق لغير الإمام أحمد وسنده جيد ومعناه في الصحيحين وغيرهما في مواضع متفرقة (1) (حدّثنا حجاج إلخ) (غريبه) (2) يعني ابن عبد الله البجلي وهو جد أبي زرعة (3) أي لا تصيروا بعد موقفي هذا يعني بعد حجة الوداع أو بعد موتي (وقوله يضرب) بالرفع استئناف جواب لمن سأل عن تلك الحالة الأولى، أو بالجزم بدل من ترجعوا، أو جواب شرط مقدر، أي فإن ترجعوا يضرب، نحو لا تكفر فتدخل النار، قال القاضي عياض والرواية بالرفع، والمراد أن ذلك كفر لمستحله أو كفر النعمة أو يقرب من الكفر أو يشبه فعل الكفار أو الكفار المتلبسون بالسلاح أو أراد به للزجر والتهويل والله أعلم (تخريجه) (ق نس جه) (باب) (4) (سنده) حدّثنا عبد الله بن محمد ابن أبي شيبة قال عبد الله (يعني ابن الإمام أحمد) وسمعته أنا من ابن أبي شيبة قال ثنا عبد الله بن إدريس عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير (يعني ابن عبد الله البَجلي رضي الله عنه) إلخ (غريبه) (5) جاء عند الطبراني من طريق إبراهيم بن جرير عن أبيه قال بعثني النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن أقاتلهم وأدعوهم أن يقولوا لا إله إلا الله، وفي رواية أبي إسحاق عن جرير عند ابن عساكر أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه إلى ذي عمرو وذي الكلاع يدعوهما إلى الإسلام فأسلما، وعند الواقدي في الردة بأسانيد متعددة نحو هذا قاله الحافظ (6) بفتح الكاف وتخفيف اللام واسمه اسميفع بسكون المهملة وفتح الميم
وسكون الياء التحتية وفتح الفاء بعدها مهملة، ويقال أيفع بن باكوراء، ويقال ابن حوشب بن عمرو (وقوله وذا عمرو) هو أحد ملوك اليمن وهو من حمير، قال الحافظ ولم أقف على اسم غيره ولا رأيت من أخباره أكثر مما ذكر في حديث الباب وكانا عزما على التوجه إلى المدينة فلما بلغهما وفاة النبي صلى الله عليه وسلم رجعا إلى اليمن ثم هاجرا في زمن عمر (7) زاد عند البخاري فقال له عمرو (أي قال لجرير) لئن كان الذي تذكر من أمر صاحبك لقد مرّ على أجله منذ ثلاث (أي مضى على وفاته ثلاث ليالٍ) واستظهر الحافظ أنه عرف ذلك عن اطلاع في الكتب القديمة يعني كتب أهل الكتاب لإنه كان كثير منهم باليمن (8) بكسر القاف وفتح الموحدة أي من جهتها