كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 21)

-[تجهيز النبي صلى الله عليه وسلم جيشًا إلى الشام بإمارة أسامة بن زيد رضي الله عنهما]-
ما الخبر؟ قال فقالوا قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم واستخلف أبو بكر رضي الله تعالى عنه والناس صالحون، قال فقالا لي (1) أخبر صاحبك قال فرجعا، ثم لقيت ذا عمرو فقال لي يا جرير إنكم لم تزالوا بخير ما إذا هلك أمير ثم تأمرتم (2) في آخر، فإذا كانت بالسيف غضبتم غضب الملوك ورضيتم رضا الملوك
{{{{أبواب حوادث سنة إحدى عشرة}}}}}
(باب ما جاء في تجهيز جيش إلى الشام بإمارة أسامة بن زيد رضي الله عنهما) (4)
473 (حدّثنا) يحيى بن آدم) (5) ثنا زهير عن موسى بن عقبة عن سالم بن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أمّر أسامة بلغه أن الناس يعيبون أسامة ويطعنون في إمارته (6) فقام كما حدثني سالم فقال إنكم تعيبون أسامة وتطعنون في إمارته (7) وقد فعلتم ذلك
__________
(ا) بألف التثنية أي ذو الكلاع وذو عمرو، وفي الأصل فقال بالإفراد وهو خطأ من الطابع أو الناسخ (أخبر صاحبك) يعني أبا بكر رضي الله عنه، زاد البخاري أخبر صاحبك أنا قد جئنا ولعلنا سنعود إن شاء الله تعالى، وفي البخاري أيضًا فأخبرت أبا بكر بحديثهم قال أفلا جئت بهم؟ فلما كان بعدُ (بالبناء على الضم) أي بعد هذا الأمر في خلافة عمر وهاجر ذو عمرو (يعني إلى المدينة) قال لي ذو عمرو يا جرير إن لك عليّ كرامة وإني مخبرك خبرًا أنكم معشر العرب لن تزالوا بخير إلخ (2) بقصر الهمزة وتشديد الميم (وفي رواية) بمد الهمزة وتخفيف الميم أي تشاورتم في أمير آخر ومعنى التشديد أقمتم أميرًا منكم عن رضا منكم أو عهد من الأول (فإذا كانت) أي الإمارة (بالسيف) أي بالقهر والغلبة (3) أي كان الخلفاء ملوكًا يغضبون غضب الملوك ويرضون رضا الملوك (تخريجه) (خ طب) وابن عساكر
(باب) (4) قال ابن إسحاق رحمه الله تعالى ثم قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم (يعني من الحج) فأقام بالمدينة بقية ذي الحجة والمحرم وصفر وضرب على الناس بعثًا إلى الشام وأمّر عليهم أسامة بن زيد بن حارثة مولاه وأمره أن يوطئ الخيل تخوم البلقاء والداروم من أرض فلسطين، فتجهز الناس وأرعب على أسامة بن زيد المهاجرون الأولون اهـ (قال السهيلي) أمّر رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة على جيش كثيف وأمَره أن يغير على ابنا صباحًا وأن يحرق، وابنا هي القرية التي عند مؤتة حيث قتل أبوه ولذلك أمّره على حداثة سنه ليدرك ثأره وإليك الحديث في ذلك (5) (حدّثنا يحيى بن آدم إلخ) (غريبه) (6) قال السهيلي إنما طعنوا في إمرته لإنه مولًى مع حداثة سنه لإنه كان إذ ذاك ابن ثمان عشرة سنة، وكان رضي الله عنه أسود الجلدة وكان أبوه أبيض صافي البياض نزع في اللون إلى أمه أم أيمن، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه ويمسح خشمه وهو صغير بثوبه، وعثر يوما فأصابه جرح في رأسه فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمص دمه ويمجه ويقول لو كان أسامة جارية لحلبناها حتى يرغب فيها وكان يسمى الحِب من الحُب (7) (قال العلماء) كان أشد الناس كلامًا في ذلك عياش بن أبي ربيعة المخزومي فقال يستعمل هذا الغلام على المهاجرين؟ وكان في جيشه كبار المهاجرين أبو بكر وعمر وأبو عبيدة وسعد وسعيد وقتادة بن النعمان وسلمة بن أسلم فكثرت القالة في ذلك فسمع عمر بن الخطاب

الصفحة 221