كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 21)
-[حديث أبي مويهبة في ابتداء مرض النبي صلى الله عليه وسلم]-
في أبيه من قبل (1): إنه كان لخليقًا للإمارة وإن (2) كان لأحب الناس كلهم إليّ وإن ابنه هذا بعده من أحب الناس إلي فاستوصوا به خيرًا فإنه من خياركم (3)
474 [[[أبواب ما جاء في مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن لحق بالرفيق الأعلى]]]]
(باب ما جاء في ابتداء مرضه صلى الله عليه وسلم ومدته) (عن أبي مويهبة) (4) مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أمِر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلي على أهل البقيع فصلى عليهم (5) رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة ثلاث مرات، فلما كانت الليلة الثانية قال يا أبا مويهبة أسرج لي دابتي، قال فركب ومشيت حتى انتهى المبهم فنزل عن دابته وأمسكت الدابة ووقف عليهم أو قال قام عليهم فقال ليهنكم (6) ما أنتم فيه مما فيه الناس أتت الفتن كقطع الليل يركب بعضها بعضًا، الآخرة أشد من الأولى، فليهنكم ما أنتم فيه، ثم رجع
__________
رضي الله عنه بعض ذلك فردّه على من تكلم وجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك فغضب صلى الله عليه وسلم غضبًا شديدًا فخطب فقال إن الناس يعيبون أسامة إلخ (1) أبوه زيد بن حارثة مولى النبي صلى الله عليه وسلم وكان من بني كلب أسر في الجاهلية فاشتراه حكيم بن حزام لعمته خديجة رضي الله عنها فاستوهبه النبي صلى الله عليه وسلم منه وخيره لما طلب أبوه وعمه أن يفدياه، خيره بين المقام عنده أو يذهب معهما فقال يا رسول الله لا أختار عليك أحدًا أبدًا (قال النوربشتي) إنما طعن من طعن في إمارتهما لإنهما كانا من الموالي وكانت العرب لا ترى تأمير الموالي وتستنكف عن اتباعهم كل الاستنكاف، فلما جاء الله عز وجل بالإسلام ورفع قدر من لم يكن له عندهم قدر بالمسابقة والهجرة والعلم والتقى عرف حقهم المحفوظون من أهل الدين، فأما المرتهنون بالعادة والممتحنون بحب الرياسة من الأعراب ورؤساء القبائل فلم يزل يختلج في صدورهم شيء من ذلك لا سيما أهل النفاق فإنهم كانوا يسارعون إلى الطعن وشدة النكير عليه، وكان صلى الله عليه وسلم بعث زيدًا أميرًا على عدة سرايا وأعظمها على جيش مؤتة وسار تحت رايته فيها نجباء الصحابة، وكان خليقًا بذلك لسوابقه وفضله وقربه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أمَّر أسامة في مرضه على جيش فيه جماعة من مشيخة الصحابة وفضلائهم وكأنه رأى في ذلك سوى ما توسم فيه من النجابة أن يمهد الأرض، وتوطئة لمن يلي الأمر بعده لئلا ينزع أحد يدًا من طاعة، وليعلم كل منهم أن العادة الجاهلية قد عميت مسالكها وخفيت معالمها (2) انْ للتأكيد مخففة من إنّ أي إنه كان المخ والخليق مرادف للجدير والحقيق والله ولي التوفيق (3) في هذا الحديث منقبة عظيمة لزيد بن حارثة وابنه أسامة رضي الله عنهما (تخريجه) (ق. وغيرهما)
(باب) (4) (سنده) حدّثنا أبو النضر حدثنا الحكم بن فضيل ثنا يعلى بن عطاء عن عبيد بن جبير عن أبي مويهبة إلخ (غريبه) (5) معنى الصلاة هنا الدعاء والاستغفار لهم (6) بفتح الياء التحتية وكسر النون بينهما هاء ساكنة والأصل ليهنئكم بهمزة بعد النونه حذفت الهمزة للتخفيف وهذا الدعاء لهم بالتهنئة مما نجاهم الله منه من فتن الدنيا، قال في القاموس وهنأه بالأمر (بتشديد النون)