كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 21)
-[مدة مرض النبي صلى الله عليه وسلم وحديث عائشة الجامع من أول مرضه إلى وفاته صلى الله عليه وسلم]-
فقال يا أبا مويهبة إني أعطيت أو قال خيرت مفاتيح ما يفتح على أمتي من بعدي (1) والجنة أو لقاء ربي، فقلت بأبي وأمي يا رسول الله فأخبرني، قال لأن ترد على عقبها ما شاء الله (2) فاخترت لقاء ربي عز وجل، فما لبث بعد ذلك إلا سبعًا أو ثمانيًا حتى قبض صلى الله عليه وسلم وقال أبو النضر ترد على عقبيها (وعنه من طريق ثانٍ) (3) قال بعثني (4) رسول الله صلى الله عليه وسلم من جوف الليل فقال يا أبا مويهبة إني قد أمرت أن أستغفر لأهل البقيع فانطلق معي، فانطلقت معه فلما وقف بين أظهرهم (5) قال السلام عليكم يا أهل المقابر ليهن لكم ما أصبحتم فيه مما أصبح فيه الناس لو تعلمون ما نجاكم الله منه، أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع أولها آخرها، الآخرة شر من الأولى، قال ثم أقبل عليّ فقال يا أبا مويهبة إني قد أوتيت مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها ثم الجنة، وخيرت بين ذلك وبين لقاء ربي عز وجل والجنة، قال قلت بأبي وأمي فخذ مفاتيح الدنيا والخلد فيها ثم الجنة، قال لا والله يا أبا مويهبة لقد اخترت لقاء ربي والجنة، ثم استغفر لأهل البقيع ثم انصرف فبدئ رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجعه الذي قبضه الله عز وجل حين أصبح (باب حديث عائشة رضي الله عنها الجامع من أول مرضه إلى وفاته صلى الله عليه وسلم)
475 (عن يزيد بن بابنوس) (6) قال ذهبت أنا وصاحب لي إلى عائشة (رضي الله عنها) فاستأذنا عليها فألقت لنا وسادة وجذبت إليها الحجاب فقال صاحبي يا أم المؤمنين ما تقولين في العراك؟ قالت وما العراك؟ وضربتُ منكِب صاحبي فقالت مه (7) آذيت أخاك
__________
وهنأه (بتخفيفها) قال له ليهنئك (بفتح الياء التحتية وكسر النون وسكون الهمزة) (1) يعني خزائن الدنيا والخلد فيها ثم الجنة كما في الطريق الثانية (2) الظاهر والله أعلم أنه صلى الله عليه وسلم لم يختر خزائن الدنيا والخلد فيها مدة طويلة خشية أن تفتتن أمته بالدنيا وزخارفها فترتد على عقبها أي ترجع إلى حالتها الأولى في زمن الجاهلية وهو بين أظهرهم فاختار لقاء ربه (3) (سنده) حدّثنا يعقوب قال ثنا أبي قال عن محمد بن إسحاق قال حدثني عبد الله بن عمر العبلي قال حدثني عبيد بن جبير مولى الحكم بن أبي العاص عن عبد الله بن عمرو عن أبي مويهبة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بعثني إلخ (4) أي أيقظني من النوم من جوف الليل أي ثلثه الآخر (5) أي وسط المقابر (تخريجه) (ك طب مي) ومحمد بن إسحاق في المغازي وصححه الحاكم وأقره الذهبي [[[[فائدة]]]] قال الحافظ أما ابتداء مرضه صلى الله عليه وسلم فكان في بيت ميمونة كما سيأتي (قلت سيأتي بعد باب واعتمده الحافظ) قال وذكر الخطابي أنه ابتدأ به يوم الاثنين وقبل يوم السبت، وقال الحاكم أبو أحمد يوم الأربعاء، واختلف في مدة مرضه فالأكثر على أنها ثلاثة عشر يوما وقيل بزيادة يوم وقيل بنقصه والقولان في الروضة صدر بالثاني وقيل عشرة أيام وبه حزم سليمان التيمي في مغازيه، وأخرجه البيهقي بإسناد صحيح وكانت وفاته يوم الاثنين بلا خلاف في ربيع الأول وكاد يكون إجماعًا (باب) (6) (سنده) حدّثنا بهز قال ثنا حماد بن سلمة قال أخبرني أبو عمران الجوني عن يزيد بن بابنوس إلخ (غريبه) (7) اسم مبني على السكون بمعنى اسكت