كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 21)

-[ابتداء مرض النبي صلى الله عليه وسلم كان في يوم عائشة ثم أخذ يدور على نسائه]-
وإنهم ميتون} حتى فرغ من الآية {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل (1) أفإن مات أو قُتل انقلبتم على أعقابكم} (2) حتى فرغ من الآية فمن كان يعبد الله عز وجل فإن الله حي لا يموت، ومن كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات، فقال عمر: وإنها لفي كتاب الله ما شعرت أنها في كتاب الله (3) ثم قال عمر يا أيها الناس هذا أبو بكر وهو ذو شيبة المسلمين فبايِعوه فبايَعوه
476 (عن عائشة رضي الله عنها) (4) قالت دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم في اليوم الذي بدئ فيه (5) فقلت وارأساه (6) فقال وددت أن ذلك وأنا حي فهيأتك ودفنتك، قال فقلت غيرَى (7) كأني بك في ذلك اليوم عروسًا ببعض نسائك (8) قال وأنا ورأساه (9) أدعوا لي أباك وأخاك حتى
__________
وكانو يتربصون برسول الله صلى الله عليه وسلم موته فأخبر أن الموت يعمهم فلا معنى التربص وشماتة الباقي بالفاني (وعن قتادة) نعى إلى نبيه نفسه ونعى إليكم أنفسكم أي إنك وإياهم في عداد الموتى لإن ما هو كائن فكأن قد كان {ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون} تقدم تفسيرها في أول تفسير سورة الزمر من كتاب فضائل القرآن وتفسيره في الجزء الثامن عشر صفحة 259 (1) أي له أسوة بهم في الرسالة وفي جواز القتل عليه (2) أي رجعتم القهقرى (3) إنما نسي ذلك عمر رضي الله عنه من شدة دهشته لعظم المصيبة (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه ورجال أحمد ثقات (قلت) وأورده أيضًا الحافظ ابن كثير في تاريخه وعزاه للإمام أحمد، ثم قال وقد روى أبو داود والترمذي في الشمائل من حديث مرحوم بن عبد العزيز العطار عن أبي عمران الجوني به ببعضه (4) (سنده) حدّثنا يزيد أنا إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن الزهري عن عروة عن عائشة إلخ (غريبه) (5) يستفاد منه أن ابتداء مرضه صلى الله عليه وسلم كان في يوم عائشة ثم أخذ يدور على نسائه فلما اشتد به المرض طلب أن يكون في بيت عائشة كما صرح بذلك في رواية ابن إسحاق بعد أن ذكر قولها وارأساه وقوله صلى الله عليه وسلم وارأساه فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقام به وجعه وهو يدور على نسائه حتى استُعِزّ به (يعني اشتد به المرض وغلبه) في بيت ميمونة فدعا نساءه فاستأذنهن أن يمرّض في بيتي فأذنّ له الحديث (6) قالت ذلك حينما وجدت صداعًا في رأسها كما يستفاد من الطريق الثانية ومعناه ندبت نفسها وأشارت إلى الموت قاله الطيبي، أي كأنها فهمت أن وجع رأسها يتولد منه الموت، فقال صلى الله عليه وسلم مشيرًا إلى أنها لو ماتت قبله لكان خيرًا لها بقوله (وددت ذلك وأنا حيّ إلخ) (7) بفتح الغين المعجمة والراء بينهما ياء تحتية ساكنة حال من فاعل قلت وهي فعلى من الغيرة يقال غرت على أهلي أغار غيرة فأنا غائر وغيور للمبالغة (8) جاء في الطريق الثانية بلفظ (لو فعلتَ ذلك لقد رجعتَ إلى بيتي فأعرست فيه ببعض نسائك) ومعناه لو فعلت ما ذكرت من غسلي وتكفيني ودفني لرجعت إلى بيتي (فأعرست فيه) من أعرس بالمرأة بالمرأة إذا بنى بها أو غشيها (9) جاء في الطريق الثانية وعند البخاري أيضًا فقال صلى الله عليه وسلم بل أنا وارأساه، (قال في المواهب اللدنية) هكذا في الأصول المعتمدة التي وقفت عليها بإثبات بل الإضرابية (قلت) يريد الإضراب عن كلامها ومعناه اشتغلي بوجع رأسي إذ لا بأس بك فأنت تعيشين

الصفحة 225