كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 21)
-[اشتد مرضه صلى الله عليه وسلم في بيت ميمونة فاستأذن نساءه أن يرجع إلى بيت عائشة فأذِنَّ له]-
أكتب لأبي بكر كتابًا (1) فإني أخاف أن يقول قائل أو يتمنى متمن أنا أولى (2) ويأبى الله عز وجل والمؤمنون إلا أبا بكر (3) (وعنها عن طريق ثان) (4) قالت رجع إليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم من جنازة بالبقيع وأنا أجد صداعًا في رأسي وأنا أقول وارأساه، قال بل وأنا وارأساه، قال ما ضرك لو مت قبلي فغسلتك وكفنتك ثم صليت عليك ودفنتك؟ قلت لكني أو لكأني بك والله لو فعلتَ ذلك لقد رجعتَ إلى بيتي فأعرست فيه ببعض نسائك، قالت فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم تسم بدئ وجعه الذي مات فيه (باب ما جاء في انتقاله صلى الله عليه وسلم إلى بيت عائشة رضي الله عنها ليمرّض فيه واستخلافه أبا بكر للصلاة)
477 (حدّثنا سفيان) (5) عن الزهري عن عبيد الله (6) عن عائشة رضي الله عنها قال سفيان سمعت منه حديثًا طويلاً ليس أحفظه من أوله إلا قليلاً: دخلنا على عائشة فقلنا يا أم المؤمنين أخبرينا عن مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت اشتكى فجعل ينفث (7) فجعلنا نشبه نفثه نفث آكل الزبيب (8) وكان يدور على نسائه فلما اشتكى شكواه استأذنهن أن يكون في بيت عائشة ويدرن عليه فأذنّ له فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بين رجلين متكئًا عليهما أحدهما عباس ورجلاه تخطان في الأرض، قال ابن عباس أنما أخبرتك من الآخر؟ قال لا، قال هو على (ومن طريق ثان عن عائشة أيضًا) (9) قالت لما مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت ميمونة فاستأذن نساءه أن يمرَّض في بيتي فأذنّ له فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم معتمدًا على
__________
بعدي، عرف ذلك بالوحي (1) جاء في رواية البخاري (لقد هممت أو أردت) بالشك من الراوي (أن أرسل إلى أبي بكر وابنه فأعهدَ) بفتح الهمزة والنصب عطفًا على أرسل أي أوصي بالخلافة إلى أبي بكر (2) معناه فإني أخاف أن يقول قائل الخلافة لي أو لفلان (أو يتمنى متمن) أن تكون الخلافة له ويقول أنا أولى، وقد أراد الله أن لا يعهد ليؤجر المسلمون على الاجتهاد (3) أي إلا أن تكون الخلافة لأبي بكر (4) (سنده) حدّثنا محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن يعقوب بن عتبة عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن عائشة قالت رجع إليّ إلخ (تخريجه) (خ نس هق) وابن إسحاق (وروى مسلم أيضًا) عن عائشة قالت قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه ادعي لي أبا بكر أباك وأخاك حتى أكتب كتابًا فإني أخاف أن يتمنى متمن أو يقول قائل أنا أولى ويأبتى الله والمؤمنون إلا أبا بكر: وهذا من أدل الدلائل على خلافة أبي بكر رضي الله عنه (باب) (5) (حدّثنا سفيان إلخ) (غريبه) (6) هو عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي أبو عبد الله المدني الأعمى الفقيه أحد السبعة عن عمر وابن مسعود مرسلاً وعن أبيه وعائشة وعنه أخوه عون وعراك بن مالك والزهري وأبو الزناد وخلق، قال أبو زرعة ثقة مأمون إمام، وقال العجلي كان جامعًا للعلم، قال البخاري مات سنة أربع وتسعين، وقال ابن نمير سنة ثمان، وقال ابن المديني سنة تسع كذا في الخلاصة (7) النفث بالفم شبيه بالنفخ وهو أقل من التفل لأن التفل لا يكون إلا ومعه شيء من الريق (8) هو طرح ما يبقى في فمه من بذر الزبيب (9) (سنده) حدّثنا عبد الأعلى عن معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله