كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 21)
-[صلى عمر بالناس مرة واحدة فلما علم النبي صلى الله عليه وسلم أمر أبا بكر أن يصلي بالناس]-
العباس وعلي رجل آخر ورجلاه تحطان في الأرض، وقال عبيد الله فقال ابن عباس أتدري من ذلك الرجل؟ هو علي بن أبي طالب ولكن عائشة لا تطيب لها نفس (1) قال الزهري فقال النبي صلى الله عليه وسلم وهو في بيت ميمونة لعبد الله بن زمعة مر الناس فليصلوا، فلقي عمر بن الخطاب فقال يا عمر صل بالناس فصلى بهم، فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوته فعرفه وكان جهير الصوت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم أليس هذا صوت عمر؟ قالوا بلي يا رسول الله، قال يأبى الله عز وجل ذلك والمؤمنون، مروا أبا بكر فليصل بالناس (2) قالت عائشة يا رسول الله إن أبا بكر رجل رقيق لا يملك دمعه وإنه إذا قرأ القرآن بكى، قالت وما قلت ذلك إلا كراهية أن ينأثم الناس بأبي بكر أن يكون أول من قام مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال مروا أبا بكر فليصل بالناس: فراجعته (3) فقال مروا أبا بكر فليصل بالناس، إنكن صواحب يوسف (4)
478 (عن عبد الملك بن أبي بكر) (5) بن عبد الرحمن بن هشام عن أبيه عن عبد الله بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد قال لما استُعِزّ (6) برسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا عنده
__________
عن عائشة إلخ (1) أي لا تطيب لها نفس بذكر اسمه، وسبب ذلك كما ذكره العلماء أن عليًّا رضي الله عنه حينما استشار النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه في أمر عائش كما جاء في حديث الإفك قال للنبي صلى الله عليه وسلم (لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثير) ولم يقصد بذلك إلا تخفيف ما حصل للنبي صلى الله عليه وسلم من القلق والغم المتراكم بسبب ما قيل، فرأى أنه إذا فارقها النبي صلى الله عليه وسلم سكن ما عنده بسببها إلى أن يتحقق ببراءتها فيراجعها، وهذا من بذل التضحية لإراحة فؤاده الشريف لا لعداوة عائشة، ومع ذلك فقد قال عقب ذلك (وسل الجارية تصدقك) فكأنه قال إن أردت تعجيل الراحة ففارقها، وإن أردت الوقوف على حقيقة الشأن فابحث إلى أن تطلع على براءتها والله أعلم (2) فيه إشارة إلى خلافة إبي بكر رضي الله عنه (3) فيه جواز مراجعة أولي الأمر على سبيل العرض والمشاورة والإشارة بما يظهر أنه مصلحة وتكون تلك المراجعة بعبارة لطيفة (4) جاء في بعض الروايات صواحبات يوسف وفي بعضها كصواحبات يوسف (قال الحافظ) وصواحب جمع صاحبة والمراد أنهن مثل صواحب يوسف في إظهار خلاف ما في الباطن، ثم إن هذا الخطاب وإن كان بلفظ الجمع فالمراد به واحد وهي عائشة فقط كما أن صواحب صيغة جمع والمراد زليخا فقط، ووجه المشابهة بينهما في ذلك أن زليخا استدعت النسوة وأظهرت لهن الإكرام بالضيافة ومرادها زيادة على ذلك، وهو أن ينظرن إلى حسن يوسف ويعذرنها في محبته، وأن عائشة أظهرت أن سبب إرادتها صرف الإمامة عن أبيها كونه لا يسمع المأمومين القراءة لبكائه، ومرادها زيادة على ذلك، وهو أن لا يتشاءم الناس به، وقد صرحت هي فيما بعد ذلك اهـ (قلت) يعني قولها في الحديث (وما قلت ذلك إلا كراهية أن يتأثم الناس با أبي بكر) (تخريجه) (ق، جه) باختلاف في بعض الألفاظ المعنى واحد وقد رواه البخاري في مواضع متعددة من صحيحه ومسلم من طرق عن الزهري (5) (سنده) حدّثنا يعقوب ثنا أبي عن ابن إسحاق قال وقال ابن شهاب الزهري حدثني عبد الملك بن أبي بكر إلخ (غريبه) (6) بضم التاء الفوقية وكسر العين المهملة مبني للمفعول أي اشتد به المرض وأشرف على الموت يقال عز يعتز