كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 21)
-[محاولة عائشة وحفصة أن عمر يصلي بالناس لرقة أبي بكر وعدم قبول النبي صلى الله عليه وسلم ذلك منها]-
فالتفتت إليّ حفصة فقالت لم أكن لأصيب منك خيرًا (1)
481 (عن أبي موسى) (2) قال مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشتد مرضه فقال مروا أبا بكر يصلي بالناس، فقالت عائشة يا رسول الله إن أبا بكر رجل رقيق متى يقوم مقامك لا يستطيع أن يصلي بالناس، فقال مروا أبا بكر فليصل بالناس فإنكن صواحبات يوسف، فأتاه الرسول فصلى أبو بكر بالناس في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
482 (عن الأسود عن عائشة) (3) رضي الله عنها قالت لما مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم مرضه الذي مات فيه جاء بلال يؤذنه بالصلاة، فقال مروا أبا بكر فليصل بالناس، قلنا يا رسول الله إن أبا بكر رجل أسيف، قال الأعمش رقيق ومتى يقوم مقامك يبكي فلا يستطيع فلو أمرت عمر؟ قال مروا أبا بكر فليصل بالناس (4) قلنا يا رسول الله إن أبا بكر رجل أسيف ومتى يقوم مقامك يبكي فلا يستطيع، فلو أمرت عمر يصلي بالناس؟ قال مروا بابكر يصلي بالناس فإنكن صواحب يوسف فأرسلنا إلى أبي بكر فصلى بالناس فوجد النبي صلى الله عليه وسلم من نفسة خفة فخرج يهادي (5) بين رجلين ورجلاه تخطان في الأرض (6) فلما أحس به أبو بكر ذهب يتأخر فأومأ إليه النبي صلى الله عليه وسلم أي مكانك، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم حتى جلس إلى جنب أبي بكر، وكان أبو بكر يأتم بالنبي صلى الله عليه وسلم والناس يأتمون بأبي بكر (7)
483 (عن عبيد الله) (8) بن عبد الله قال دخلت على عائشة رضي الله عنها فقلت ألا تحدثيني عن مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت بلى، ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أصلى الناس؟
__________
(1) إنما قالت ذلك حفصة لأنه جاء في بعض الروايات أنه صلى الله عليه وسلم قال (مروا أبا بكر إلخ) ثلاث مرات وإن كلامها صادق المرة الثالثة المعاودة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يراجع بعد ثلاث، فلما أشار إلى الإنكار عليها بما ذكر من كونهن صواحب يوسف وجدت حفصة في نفسها من ذلك لكون عائشة هي التي أمرتها بذلك ولعلها تذكرت ما وقع لها معها أيضًا في قصة المغافير التي ذكرت في تفسير أول سورة التحريم (تخريجه) (ق مذ جه) عن أبي موسى إلخ (يعني أبا موسى الأشعري) (تخريجه) (ق) (3) (سنده) حدّثنا وكيع قال ثنا الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة إلخ (غريبه) (4) جاء في رواية أخرى من طريق أبي معاوية عن الأعمش به قالت (يعني عائشة) فقلت لحفصة قولي له فقالت له حفصة يا رسول الله إن أبا بكر رجل أسيف وإنه متى يقوم مقامك لا يسمع الناس فلو أمرت عمر، فقال إنكن لأنتن صواحب يوسف، مروا أبا بكر فليصل بالناس، قالت فأمروا أبا بكر أن يصلي بالناس فلما دخل في الصلاة وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم من نفسه خفة الحديث (5) بضم أوله وفتح الدال أي يعتمد على الرجلين متمايلاً في مشيه من شدة الضعف (6) أي لم يكن يقدر على تمكينهما من الأرض (7) تقدم الكلام على فقه الحديث في باب جواز الاستخلاف في الصلاة من أبواب صلاة الجماعة في في الجزء الخامس صفحة 256 فارجع إليه (تخريجه). (ق. وغيرهما) (8) (سنده) حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا زائدة (يعني ابن قدامة) عن موسى ابن أبي عائشة عن عبيد الله بن عبد الله