كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 21)

-[خطبة في الحث على العمل بكتاب الله وسنة رسوله وذكر الساعة]-
بيتا فأنا خيركم بيتا وخيركم نفسا (باب خطبة في الحث على العمل بكتاب الله وسنة 572 رسوله صلى الله عليه وسلم وذكر الساعة) (عن جابر) (1) قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه بما هو له أهل ثم قال أما بعد (2) فإن أصدق الحديث كتاب الله، وإن أصدق الهدى (3) هدى محمد، وشر الأمور محدثاتها (4) وكل بدعة ضلالة (5) ثم يرفع صوته وتحمر وجنتاه ويشتد غضبه إذا ذكر الساعة كأنه منذر جيش، قال ثم يقول أتتكم الساعة: بعثت أنا والساعة (6) هكذا وأشار بإصبعية السبابة والوسطى (7) صبحتكم الساعة ومستكم (8) من ترك مالا فلاهله ومن ترك دينا أو ضياعا فالي وعلي والضباع يعني ولده المساكين (باب خطبة الحاجة) 573 (عن عبد الله) (9) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال علمنا خطبة الحاجة: الحمد لله نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ثم يقرأ ثلاث آيات، يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساءا واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا، يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم. ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما، ثم تذكر حاجتك
__________
فهو من مسند العباس كما جاء عند الإمام أحمد وقال الترمذي هذا حديث حسن (باب (1) (سنده) حدثنا مصعب بن سلام ثنا جعفر عن أبيه عن جابر (يعني ابن عبد الله) الخ (غريبه) (2) قال الطيبي اثنا وضع للتفصيل فلابد من التعدد، ونقل عن أبي حاتم أنه لا يكاد يوجد في التنزيل أما وما بعدها إلا وتثنى وتثلث كقوله تعالى (أما السفينة: وأما الجدار) وعامله مقدر أي مهما يكن بعد تلك القضية (3) بفتح الهاء وسكون الدال فيهما أي أحسن الطرق طريقته وسمته وسيره من هدى هديه سار بسيرته وجرى على طريقته، ويجوز ضم الهاء وفتح المهملة فيهما، وهو بمعنى الدعاء والرشاد ومنه (وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم) (4) جمع محدثه بالفتح أي الأمر الحادث المنكر الذي ليس بمعتاد ولا معروف في السنة ولا في الكتاب (5) أي كل فعلة أحدثت على خلاف الشرع ضلالة لن الحق فيما جاء به الشارع فما لا يرجع إليه يكون ضلالة إذ ليس بعد الحق إلا الضلال: زاد في بعض الروايات (وكل ضلالة في النار) (6) بنصب الساعة ورفعها فالنصب على المعية، والرفع على العطف (7) قال القاضي عياض يحتمل أنه لتقريب ما بينهما من المدة وأن التفاوت بين الإصبعين تقريبا لا تحديدا، ويحتمل أنه تمثيل لمقارنتها وأنه ليس بينهما إصبع أخرى كما أنه لا نبي بينه وبين الساعة (8) جاء عن مسلم بعد هذه الجملة (أنا أولى بكل مؤمن من نفسه) من ترك مالا الخ (تخريجه) (م نس جه) وتقدم هذا الحديث بنصه وقد بسطنا الكلام على شرحه في الجزء السادس في باب ما جاء في الخطبتين يوم الجمعة ص 86 رقم 858 فارجع إليه تجد ما يسرك والله الموفق (باب) (9) (عن عبد الله) يعني أن مسعدة الخ هذا الحديث تقدم بطريقة وسنده وشرحه وتخريجه في باب

الصفحة 266