كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 21)
على راحلته وأبو بكر ردفه وملأ بني النجار حوله حتي القي بفناء (1) أبي أيوب قال فكان يصلي حيث أدركته الصلاة ويصلي في مرابض (2) الغنم ثم امر بالمسجد فأرسل الي ملأ من بني النجار فجاءوا فقال يابني النجار ثامنوني (3) حائطكم هذا، فقالوا والله لانطلب ثمنه إلا الي الله (4) قال وكان فيه ما أقول لكم كانت فيه قبور المشركين وكان فيه حرث (5) وكان فيه نخل فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقبور المشركين فنبشت وبالحرث فسويت وبالنخل فقطع، قال فصفوا النخل الي قبلة المسجد (6) وجعلوا عضاد تيه حجارة قال وجعلوا ينقلون ذلك الصخر وهم يرتجزون (7) ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - معهم يقول {اللهم لاخير إلا خير الآخرة * فأنصر الأنصار (8) والمهاجرة}
__________
- صلى الله عليه وسلم - (1) بكسر الفاء والمد أي بناحية متسعة امام دار أبي أيوب واسمه خالد بن زيد الأنصاري (2) جمع مربض كمجلس ماؤاها ليلا (3) بالمثلثة أي ساوموني (بحائطكم) اي ببستانكم (4) أي من الله عز وجل كما جاء في بعض الروايات (قال النووي) رحمه الله هذا الحديث كذا هو مشهور في الصحيحين وغيرهما، وذكر محمد بن سعد في الطبقات عن الوافدي ان النبي - صلى الله عليه وسلم - اشتراه منهم بعشرة دنانير دفعها عنه أبو بكر الصديق رضي الله عنه (وقوله وكان فيه) اي في الحائط (ما اقول لكم) اي ما سأذكره لكم (5) اي زرع وجاء عند البخاري (وفيه خرب) بدل قوله هنا حرث وهو بفتح الخاء وكسر الراء اسم جمع واحده خربة ككلم وكلمة، وهو ما تخرب من البناء (6) اي في جهتها (وجعلوا عضادتيه) تثنيه عضادة بكسر العين، قال أهل اللغة اعضاد كل شئ ما يشده من حواليه وعضادتا الباب ما كان عليهما يغلق الباب اذا أصفق (7) اي يقولون شعر الرجز بفتحتين نوع من أوزان الشعر تنشيطا لنفوسهم ليسهل عليهم العمل (8) يعني الأوس والخزرج الذين نصروه علي أعدائه (والمهاجرة) الذين هاجروا من مكة الي المدينة محبة فيه وطلبا للاجر، واستشكل قوله - صلى الله عليه وسلم - هذا مع قوله تعالي (وما علمناه الشعر) {وأجيب} بأن الممتنع عليه - صلى الله عليه وسلم - انشاء الشعر لا انشاده علي أن الخليل ماعد * المشطور من الرجز شعرا، هذا وقد قيل إنه - صلى الله عليه وسلم - قالهما بالتاء متحركة فخرج علي وزن الشعر {تخريجه} (ق دنس جه) وتأتي بقية مباحثه مع احاديث أخري في باب أصل مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - وبنائه في أبواب فضائل الأمكنة من كتاب الفضائل إن شاء الله تعالي (قال النووي) رحمه الله فيه جواز قطع الأشجار المثمرة للحاجة والمصلحة، وفيه جواز نبش القبور الدراسة وأنه اذا ازيل ترابها المختلط بصديدهم ودمائهم جازت الصلاة في تلك الأرض وجواز اتخاذ موضعها مسجدا اذا طيبت أرضه، وفيه ان الأرض التي دفن فيها الموتي ودرست يجوز بيعها، وأنها باقية علي ملك صاحبها وورثته من بعده اذا لم توقف، وفيه غير ذلك والله أعلم (قال الحافظ أبن كثير في تاريخه) {فصل} وبني لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حول مسجده الشريف حجر لتكون مساكن له ولأهله وكانت مساكن قصيرة البناء قريبة الفناء قال الحسن بن ابي الحسن البصري وكان غلاما مع أمه خيرة مولاة أم سلمة لقد كنت أنال أطول سقف في حجر النبي - صلى الله عليه وسلم - بيدي، وقال السهيلي في الروض كانت مساكنه عليه السلام مبنية من جريد عليه طين بعضها من حجارة مرضومة (أي مصفوفة بعضها فوق بعض وسقوفها)
الصفحة 6
290