كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 21)
فلما خرجوا به من الحرم ليقتلوه في الحل قال لهم خبيب دعوني أركع ركعتين، فركع ركعتين ثم قال والله لولا أن تحسبوا أن ما بي جذعا من القتل لزدت، اللهم أحصهم (1) عددا واقتلهم بددا (2) ولا تبق منهم أحدا
فلست أبالي حين أقتل مسلماً ... علي أي جنب كان لله مصرعي
وذلك في ذات الإله (3) وإن يشأ ... يبارك علي أوصال (4) شلو ممزع
ثم قال اليه أبو سروعة عقبة بن الحارث فقتله: وكان خبيب هو سن لكل مسلم قتل صبرا الصلاة (5) واستجاب الله عز وجل لعاصم بن ثابت يوم أصيب فاخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصحابه يوم أصيبوا اخبرهم وبعث ناس من قريش الي عاصم بن ثابت حين حدثوا أنه قتل ليؤتي بشئ منه يعرف (5) وكان قتل رجلا من عظمائهم (6) يوم بدر فبعث الله عز وجل علي عاصم مثل الظلة من الدبر (7) فحمته من رسلهم فلم يقدروا علي أن يقطعوا منه شيئاً
__________
يوم أصيب (1) بقطع الهمزة والحاء والصاد المهملتين أي اهلكهم بحيث لا تبقي من عددهم أحدا (2) روي بفتح الباء الموحدة أي متفرقين وبكسرها جمع بدة وهي القرحه والقطعة من الشئ المبدد ونصبه علي الحال من المدعو عليهم (3) أي طاعته وفيه دليل علي جواز اطلاق الذات عليه تعالي (4) أي أعضاء جمع وصل وهو العضو (شلو) بكسر المعجمة الجسد (ممزع) بزاي ثم مهملة أي مقطع وقيل مفرق (5) قال السهيلي وانما صار فعل خبيب سنة حسنة والسنة انما هي أقوال من النبي - صلى الله عليه وسلم - وأفعال وإقرار لانه فعلها في حياته عليه السلام فاستحسن ذلك من فعله واستحسنه المعلمون مع أن الصلاة خير ما ختم به عمل العبد (قال ابن اسحاق) وأما زيد بن الدثنة فابتاعه صفوان بن أمية ليقتله بابيه فبعثه مع مولي له يقال له نسطاس الي التنعيم واخرجه من الحرم ليقتله واجتمع رهط من قريش فيهم أبو سفيان بن حرب فقال له ابو سفيان حين قدم ليقتل انشدك بالله يا زيد أتحب أن محمدا الآن عندنا مكانك تضرب عنقه وانك في أهلك؟ قال والله ما أحب أن محمدا الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه وإني جالس في أهلي، قال يقول أبو سفيان ما رأيت من الناس أحدا يحب أحدا كحب أصحاب محمد محمدا، قال ثم قتله نسطاس (5) أي يعرف به أنه قتل، وعند البخاري بشئ من جسده يعرفونه (6) قيل هو عقبة بن أبي معيط فان عاصما قتله صبرا بأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد أن أنصرفوا من بدر (وفي تفسيره البغوي) فلما قتلوه أرادوا حز رأسه ليبيعوه من سلافة بنت سعد بن سهيل وكانت قد نذرت حين أصاب ابنها يوم احد لئن قدرت علي رأس عاصم لتشربن في قحفه الخمر (7) بفتح المهملة وسكون الموحدة وهي الزنابير، وقيل ذكور النحل وقيل جماعة النحل (روي ابن اسحاق) عن محمد بن ابي محمد عن سعيد أو عكرمة عن ابن عباس قال لما قتل أصحاب الرجيع قال ناس من المنافقين يا ويح هؤلاء المفتونين هلكوا هكذا لاهم اقاموا في اهلهم ولاهم ادوا رسالة صاحبهم، فانزل الله فيهم (ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله علي ما في قلبه وهو ألد الخصام) وما بعدها (وانزل الله في أصحاب السرية) (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رءوف بالعباد) اه انظر تفسير ابن كثير والبغوي تجد شيئا كثيرا