كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 21)

(باب سرية بئر معونة (1) وهي التي قتل فيها القراء رضي الله عنهم) (عن أنس) (2) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما بعث حراما خاله اخا أم سليم في سبعين رجلا فقتلوا يوم بئر معونة (3) وكان رئيس المشركين يومئذ عامر بن الطفيل (4) وكان هو أني النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال اختر مني ثلاث خصال: يكون لك أهل السهل (5) ويكون لي أهل الوبر (6) أو أكون خليفة من بعدك أو أغزوك بغطفان (7) بالف أشقر والف شقراء (8) قال نطعن في بيت امرأة من بني فلان (9) فقال غدة كغدة البعير (10) في بيت امرأة من بني فلان، إيتوني بفرسي، فأتي به فركبه فمات وهو علي ظهره (11) فانطلق حرام أخو أم سليم رضي الله عنهما ورجلان معه (12)، رجل من بني أمية
__________
(تخريجه) (خ طل) والغبوي وابن اسحاق وغيرهم (باب) (1) قال الحافظ ابن كثير في تاريخه كانت في صفر منها (يعني من السنة الرابعة من الهجرة) قال وأغرب مكحول رحمه الله حيث قال انها كانت بعد الخندق (وفي رواية) عن ابن اسحاق قال فأقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعني بعد أحد بقية شوال وذا القعدة وذا الحجة والمحرم ثم بعث اصحاب بئر معونة في صفر علي رأس أربعة أشهر من احد (2) (سنده) حدثنا عبد الصمد ثنا همام ثنا اسحاق عن أنس
(يعني ابن مالك) الخ (غريبه) سببه كما رواه الأمام احمد والبخاري وغيرهما من حديث انس ايضا أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - اتاه رعل وذ كوان وعصية وبنو لحيان فزعموا انهم قد اسلموا فاستمدوه علي قومهم فأمدهم نبي الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ بسبعين من النصار، قال انس كنا نسميهم في زمانهم القراء كانوا يحتطبون بالنهار ويصلون بالليل فانطلقوا بهم حتي اذا أتوا بئر معونة غدروا بهم فقتلوهم الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في أول أبواب القنوت من كتاب الصلاة في الجزء الثالث صحيفة 296 رقم 691 فارجع اليه (4) بضم الطاء المهملة وفتح الفاء يعني ابن مالك بن جعفر بن كلاب العامري وهو غير عامر بن الطفيل الأسلي فان هذا مات كافرا وذاك (يعني الأسلمي) كان صحابيا (5) اي سكان البوادي (6) هكذا بالأصل (أهل الوبر) وجاء عند البخاري (اهل المدر) بفتح الميم والدال المهملة وهم سكان البلاد والمدن، اما اهل الوبر فهم سكان البوادي والظاهر انه وقع تحريف من الناسخ او الطابع في قوله الوبر بدل المدر والله أعلم (7) اي باهل غطفان كما صرح بذلك في رواية البخاري وغطفان بفتحات قبيلة من العرب (8) الشقرة من الألوان حمرة تعلو بياضا في الأنسان، وحمرة صافية في الخبل قاله ابن فارس، فقوله الف اشقر والف شقراء يعني من ذكور الخيل واناثها، روي ان النبي - صلى الله عليه وسلم - قال عند ذلك اللهم اكفني عامرا (9) اي اصابه الطاعون (في بيت أمرأة من بني فلان) اي من بني سلول كما عند الطبراني (10) قال أهل الغة الغدة طاعون الابل تأخخذهم في مراقيهم (بتشديد القاف مكسورة) اي في اسفل بطونهم وقلما تسلم منه (11) كانت اصابته هذه بعد استشهاد حرام خال انس وصحبه، قال الدوادي وكانت هذه من حماقات عامر فأماته الله بذلك ليصغر اليه نفسه (12) الظاهر من السباق ان النبي - صلى الله عليه وسلم - لما أرسل حرام بن ملحان ومن معه اعني السبعين رجلا الي عامر بن الطفيل ساروا حتي نزلوا بئر معونة (وقال ابن اسحاق) وهي بين أرض بني عامر وحرة بني سليم قال فلما نزلوا بعثوا حرام بن ملحان بكتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الي عامر بن الطفيل فلما أتاه لم ينظر في الكتاب حتي عدا علي الرجل فقتله، هكذا ذكره ابن اسحاق، وهذا يوضح قوله هنا فانطلق حرام

الصفحة 63