كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 21)
ورجل أعرج (1) فقال لهم كونوا قريبا مني حتي آتيهم، فان آمنوني والا كنتم قريبا فان قتلوني أعلمتم أصحابكم قال فأتاهم حرام فقال أتومنوني أبلغكم رسالة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اليكم (2) قالوا نعم فجعل يحدثهم واومئوا (3) الي رجل منهم من خلفه فطعنه حتي أنفذه (4) بالرمح قال الله أكبر فزت ورب الكعبة (5) قال ثم قتلوهم كلهم (6) غير الأعرج كان في رأس جبل، قال أنس فأنزل علينا وكان مما يقرأ فنسخ (7) (أن بلغوا قومنا أنا لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا) قال فدعا النبي - صلى الله عليه وسلم - عليهم أربعين صباحا علي رعل وذكوان وبني لحيان (8) وعصية الذين عصوا الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - (عن ثابت) (9) قال كنا عند أنس بن مالك (رضي الله عنه) فكتب كتابا بين أهله فقال اشهدوا يا معشر القراء قال ثابت فكأني كرهت ذلك فقلت يا أبا حمزة لو سميتهم باسمائهم؟ قال وما بأس ذلك إن أقل لكم قراء، أفلا أحدثكم عن اخوانكم الذين كنا نسميهم علي عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القراء؟ فذكر أنهم كانوا سبعين فكانوا اذا جنهم الليل انطلقوا الي معلم لهم بالمدينة فيدرسون الليل (10) حتي يصبحوا فاذا أصبحوا فمن كانت له قوة استعذب من الماء وأصاب من الحطب (11) ومن كانت عنده سعة اجتمعوا فاشتروا الشاة وأصلحوها فيصبح ذلك معلقا بحجر (12) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما أصيب خبيب (13) بعثهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأتوا علي حي من بني سليم وفيهم خالي حرام (14) فقال حرام لأميرهم (15) دعني فلأخبر هؤلاء أنا لسنا إياهم نريد
__________
اخوام سليم ورجلان معه الخ (1) عند ابن هشام في زيادات السير ان الاعرج اسمه كعب بن زيد وهو من بني دينار بن النجار، واسم الآخر المنذر بن محمد بن عقبة بن احيحة ابن الجلاح الخزرجي (2) أي اتعطوني الأمان (ابلغكم) بالجزم جواب الاستفهام (3) أي أشاروا (4) بالذال المعجمة أي انفذه من الجانب الي الجانب الآخر، قال الحافظ لم أعرف اسم الرجل الذي طعنه اه والظاهر من كلام ابن اسحاق المتقدم انه عامر بن الطفيل والله اعلم (5) أي فزت بالشهادة (6) أي بعد ان قتلوا حرام ابن ملحان أتوا علي سائر أصحابه فقتلوهم جمعيا عدا الاعرج الخ (7) أي نسح تلاوة، وهذه الجملة معترضة بين قوله فأنزل علينا وبين قوله - أن بلغوا قومنا الخ (8) بكسر اللام وفتحها وهذا يوهم ان بني لحيان ممن أصاب القراء يوم بئر معونة وليس كذلك: وإنما أصاب هؤلاء القراء رعل وذكوان وعصية ومن صحبهم من سليم، وأما بنو لحيان فهم الذين أصابوا بعث الرجيع وانما أتي الخبر الي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنهم كلهم في وقت واحد فدعا علي الذين أصابوا أصحابه في الموضعين دعاءا واحدا والله أعلم، قاله القسطلاني في المواهب، وانظر الباب الأول من أبواب القنوت المشار اليه أول شرح هذا الحديث (تخريجه) (ق طل) والبغوي وابن اسحاق وغيرهم (9) (سنده) حدثنا هاشم وعفان المعني قالا حدثنا سليمان عن ثابت قال كنا عند أنس بن مالك الخ (غريبه) (10) أي يقرءون القرآن بالليل (11) أي ليبيعه ويقتات بثمنه (12) بضم الحاء وفتح الجيم جمع حجرة أي حجر نسائه معناه انهم يبعثون بها هدية الي النبي - صلى الله عليه وسلم - (13) يعني في سرية عاصم المسماة بغزوة الرجيح وتقدم الكلام عليها في الباب السابق (14) يعني ابن ملحان أخا أم سليم زوجة أبي طلحة الأنصاري (15) أي