كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 21)

(عن ابن عمر) (1) أن يهود بني النضير وقريظة حاربوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (2) فأجلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بني النضير واقر قريظة (3) (ومن عليهم حتي حاربت قريظة) بعد ذلك فقتل رجالهم وقسم نسائهم وأولادهم وأموالهم بين المسلمين الا بعضهم لحقوا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأمنهم وأسلموا وأجلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يهود المدينة كلهم بني قينقاع (4) وهم قوم عبد الله بن سلام (5) ويهود بني حارثة وكل يهودي كان بالمدينة
__________
- صلى الله عليه وسلم - في نفر من أصحابه فيهم أبو بكر وعمر وعلي رضي الله عنهم فأتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الخبر من السماء بما أراد القوم، فقام وخرج راجعا الي المدينة، فلما استلبث النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابه قاموا في طلبه فلقوا رجلا مقبلا من المدينة فسألوه عنه، فقال رأيته داخلا المدينة، فأقبل أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتي انتهوا اليه فأخبرهم الخبر مما كانت يهود أرادت من الغدر به، وأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالتهيئ لحربهم والمسير اليهم، ثم سار حتي نزل بهم فتحصنوا منه بالحصون، فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقطع النخل والتحريق فيها فنادوه أن يا محمد قد كنت تنهي عن الفساد في الأرض وتعيبه علي من يصنعه، فما بال قطع النخل وتحريقها؟ وقد كان رهط من بني عوف بن الخزرج منهم عبد الله بن أبي سلول ووديعة بن مالك ابن أبي قوقل وسويد ودامس قد بعثوا إلي بني النضير ان اثبتوا وتمنعوا فانا لن نسلمكم، ان قوتلتم قاتلنا معكم، وان خرجتم خرجنا معكم، فتربصوا ذلك من نصرهم فلم يفعلوا، وقذف الله في قلوبهم الرعب فسألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ان يجليهم ويكف عن دمائهم علي ان لهم ماحملت الابل من أموالهم الا الحلقة (بسكون اللام أي السلاح) ففعلوا، فاحتملوا من أموالهم ما استقلت به الأبل فكان الرجل منهم يهدم بيته عن ايجاف بابه فيضعه علي ظهر بعيره فينطلق به، فخرجوا الي خيبر، ومنهم من سار الي الشام وخلوا الأموال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكانت لرسول الله خاصة يضعها حيث يشاء: فقسمها علي المهاجرين الأولين دون الأنصار إلا سهل بن حنيف وابا دجانة سماك بن خرشة ذكرا فقرا فأعطاهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال ولم يسلم من بني النضير إلا رجلان يامين بن عمير بن كعب عم عمرو بن جحاش، وابو سعد بن وهب أسلما علي أموالهما فاحرزاها (قال ابن اسحاق) وقد حدثني بعض آل يامين ان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال ليامين ألم تر ما لقيت من ابن عمك وما هم به من شأني (يعني القاء الصخرة عليه) فجعل يامين لرجل جعلا علي ان يقتل عمرو بن جحاش فقتله فيما يزعمون (قال ابن اسحاق) ونزل في بني النضير سورة الحشر بأسرها: وهكذا روي يونس بن بكير عن ابن اسحاق بنحو ما تقدم فقوله تعالي (هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب) يعني بني النضير (من ديارهم لأول الحشر الخ) اه (1) (سنده) حدثنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جريح عن موسي بن عقبة عن نافع عن ابن عمر الخ (غريبه) (2) تقدم سبب حربهم اياه وهو نقضهم العهد وارادتهم الغدر به - صلى الله عليه وسلم - (3) جاء بالأصل (واقر قريظة بعد ذلك فقتل رجالهم وقسم نسائهم) والكلام بهذا السياق غير ظاهر المعني، وجاء عند الشيخين وأبي دواد من طريق عبد الرزاق أيضا بلفظ واقر قريظة ومن عليهم حتي حاربت قريظة بعد ذلك فقتل من رجالهم الخ وهذا معناه مستقيم جدا، فالظاهر ان هذه الجملة وهي قوله (ومن عليهم حتي حاربت قريظة) التي جعلناها في المتن بين دائرتين سقطت من الناسخ أو الطابع والله أعلم: وسيأتي سبب حرب النبي - صلى الله عليه وسلم - بني قريظة في باب ما جاء مشتركا في غزوة الخندق وبني قريظة (4) بفتح القاف وسكون الياء التحتية وضم النون، بطن من بطون يهود المدينة (5) بفتح السين المهملة واللام كان من أحبار اليهود وعلمائهم

الصفحة 66