كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 21)

فقطعه فدعا الله عز وجل سعد فقال اللهم لاتمتني حتي تقر عيني من قريظة، قالت وكانوا حلفاءه ومواليه في الجاهلية، قالت فرقي كلمه (1) وبعث الله عز وجل الربح علي المشركين فكفي الله عز وجل المؤمنين القتال وكان الله قوياً عزيزاً، فلحق أبو سفيان ومن معه بتهامة، ولحق عيينة بن بدر ومن معه بنجد ورجعت بنو قريظة فتحصنوا في صيامهم (2) ورجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلي المدينة فوضع السلاح وامر بقبة من أدم فضربت علي سعد في المسجد، قالت فجاءه جبريل عليه السلام وإن علي ثناياه لنقع الغبار (3) فقال أقد وضعت السلاح؟ والله ما وضعت الملائكة بعد السلاح أخرج إلي بني قريظة فقاتلهم، قالت فلبس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأمته (4) وأذن في الناس بالرحيل أي يخرجوا فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمر علي بني غنم وهي جيران المسجد حوله فقال من مر بكم؟ فقالوا مر بنا دحية الكلبي، وكان دحية الكلبي تشبه لحيته وسنه ووجهه جبريل عليه السلام، فقالت فأتاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فحاصرهم خمسا وعشرين ليلة، فلما اشتد حصرهم واشتد البلاء قيل لهم انزلوا علي حكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاستشاروا أبا لبابة بن عبد المنذر (5) فاشار اليهم انه الذبح (6) قالوا ننزل علي حكم سعد بن معاذ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - انزلوا علي حكم سعد بن معاذ فنزلوا وبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلي سعد بن معاذ فاتي به علي حمار عليه إكاف (7) من ليف قد حمل عليه وحف به قومه، فقالوا يا أبا عمرو حلفاؤك ومواليك وأهل النكاية ومن قد علمت، قالت وأني (8) لا يرجع اليهم شيئا ولا يلتفت اليهم حتي اذا دنا من دورهم التفت إلي قومه فقال قد أبي (9) لي أن لا أبالي في الله لومة لائم، قال قال أبو سعيد فلما طلع علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال قوموا إلي سيدكم
__________
قطع لم يرقأ الدم (1) بفتح الكاف وسكون اللام أصل الكلم الجرح والكليم الجريح (2) أي حصونهم جمع صيصة وكل شئ امتنع به وتحصن به فهو صيصة (3) النقع هو الغبار كما فسره الراوي والمعني ان أثر غبار الحرب باق عليه (4) أي آلة الحرب من السلاح (5) إنما استشاروا أبا لبابة بن عبد المنذر لأنهم كانوا حلفاءه (6) معناه يريهم أنه يراد بهم القتل، وجاء عند ابن اسحاق أنهم بعثوا إلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ان ابعث إلينا ابا لبابة بن عبد المنذر أخا بني عمرو بن عوف وكانوا حلفاء الأوس نستشيره في أمرنا، فأرسله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما رأوه قام إليه الرجال وجهش إليه النساء والصبيان يبكون في وجهه فرق لهم، وقالوا يا أبا لبابة أتري أن ننزل علي حكم محمد؟ قال نعم، وأشار بيده إلي حلقه أنه الذبح، قال أبو لبابة فو الله ما زالت قدماي من مكانهما حتي عرفت أني قد خنت الله ورسوله، ثم انطلق أبو لبابة علي وجهه ولم يأت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتي ارتبط في المسجد إلي عموده وقال لا أبرح مكاني حتي يتوب الله علي مما صنعت، وعاهد الله أن لا أطأ بني قريظة أبداً ولا أري في بلد خنت الله ورسوله صلي الله عليه وعلي آله وصحبه وسلم فيه أبداً (7) إلاء كاف هو ما يشد علي ظهر الحمار كالرحل للبعير والسرج للفرس (8) أي أبطأ في الجواب وسكت عنهم فلم يرد عليهم (9) معناه آن لي أن لا أبالي فهي بمعني آن، قال في النهاية هل أني الرحيل أي حان وقته، تقول اني يأني وفي رواية هل آن

الصفحة 82