كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 21)

فأنزلوه، فقال عمر سيدنا الله عز وجل، قال أنزلوه فأنزلوه (1) قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحكم فيهم قال سعد فاني أحكم فيهم أن تقتل مقاتلتهم وتسبي ذراريهم وتقسم اموالهم، وقال يزيد ببغداد (2) ويقسم فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقد حكمت فيهم بحكم الله عز وجل وحكم رسوله، قالت ثم دعا سعد قال اللهم ان كنت أبقيت علي نبيك - صلى الله عليه وسلم - من حرب قريش شيئا فأبقني لها، وان كنت قطعت الحرب بينه وبينهم فاقبضني اليك، قالت فانفجر كلمه (3) وكان قد برئ حتي ما يري منه إلا مثل الخرص (4) ورجع إلي قبته التي ضرب عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالت عائشة فحضره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر، قالت فو الذي نفس محمد بيده إني لأعرف بكاء عمر من بكاء أبي بكر وانا في حجرتي، وكانوا كما قال الله عز وجل (رحماء بينهم) قال علقمة قلت أي امه فكيف كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصنع؟ قالت كانت عينه لا تدمع علي احد ولكنه كان إذا وجد (5) فانما هو آخذ بلحيته (عن جابر) (6) أنه قال رمي يوم الأحزاب سعد بن معاذ فقطعوا أكحله فحسمه (7) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالنار فانتفخت يده، فحسمه فانتفخت يده، فحسمه أخري فانتفخت يده فنزفه (8) فلما رأي ذلك قال اللهم لا تخرج نفسي حتي تقر عيني من بني قريظة فاستمسك عرقه فما قطر قطرة حتي نزلوا علي حكم سعد فأرسل اليه فحكم أن نقتل رجالهم وتستحيا نساؤهم وذراريهم ليستعين بهم المسلمون. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصبت حكم الله فيهم، وكانوا أربعمائة فلما فرغ من قتلهم اتفتق عرقه فمات (رضي الله عنه) (عن عبد الله بن الزبير) (9) قال لما كان يوم الخندق كنت انا وعمر بن أبي سلمة في الأطم (10) الذي فيه نساء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أطم حسان فكان يرفعني وأرفعه فاذا رفعني عرفت أبي حبن يمر إلي بني قريظة وكان يقاتل مع رسول الله
__________
الرحيل أي قرب (1) تقدم الكلام علي ذلك في باب القيام في آخر كتاب السلام والاستئذان صحيفة 352 رقم 66 في الجزء السابع عشر (2) معناه أن يزيد شيخ الإمام احمد حدثه مرة أخري ببغداد بلفظ (وبقسم) بالباء التحتية بدل التاء الفوقية (3) أي جرحه (4) بضم الخاء المعجمة وسكون الراء الحلقة الصغيرة من الحلي وهو حلي الأذن، والمعني أنه لم يبق من جرح سعد إلا مثل حلقة الخرص في قلة ما بقي منه (5) أي حزن (تخريجه) أورده الحافظ ابن كثير في تاريخه ثم قال وهذا الحديث إسناده جيد وله شواهد من وجوه كثيرة. وفيه التصريح بدعاء سعد مرتين مرة قبل حكمه في بني قريظة ومرة بعد ذلك كما قلنا أولا ولله الحمد والمنة. (6) (سنده) حدثنا حجين ويونس قالا حدثنا الليث بن سعد عن أبي الزبير عن جابر أنه قال رمي يوم الأحزاب سعد الخ (غريبه) (7) أي كواه ليقطع دمه وأصل الحسم القطع (8) أي خرج منه الدم بكثرة فلما رأي ذلك سعد قال اللهم لا تخرج نفسي أي لا تمتني الخ فاستجاب الله دعاءه واستمسك عرقه فما قطر قطرة دم (تخريجه) أورده الحافظ ابن كثير في تاريخه وعزاه للإمام أحمد ثم قال وقد رواه الترمذي والنسائي جميعا عن قتيبة عن الليث به وقال الترمذي حسن صحيح. (9) (سنده) حدثنا أبو أسامة أنبأنا هشام عن أبيه عن عبد الله بن الزبير الخ (غريبه) (10) الأطم بضم الهمزة والطاء بناء مرتفع كالحصن وهو

الصفحة 83