كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 21)

قالت فانطلق بها فضربت عنقها، وكانت عائشة رضي الله تبارك وتعالي تقول والله ما أنسي عجبي من طيب نفسها (1) وكثرة ضحكها وقد عرفت أنها تقتل
__________
نبانة امراة الحكم القرظي (1) اي منشرحة الصدر (تخريجه) رواه ابن إسحاق وسنده صحيح ورجاله ثقات (قلت) هذا الحديث ذكر فيه قصة المرأة اليهودية وقتلها أما الرجال فقد قال ابن اسحاق ان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حبسهم في المدينة في دار بنت الحارث امرأة من بني النجار ثم خرج - صلى الله عليه وسلم - إلي سوق المدينة فخندق بها خنادق (يعني ليسيل دمهم فيها) ثم بعث اليهم فضربت أعناقهم في تلك الخنادق، فخرج بهم اليه أرسالا وفيهم عدو الله حيي بن أخطب وكعب بن أسد رأس القوم وهم ستمائة أو سبعمائة والمكئر لهم يقول كانوا ما بين الثمانمئة والتسعمئة (قلت) وقد تقدم فيما رواه الليث عن جابر انهم كانوا أربعمائة فالله أعلم (قال ابن اسحاق) وقد قالوا لكعب بن أسد وهم يذهب بهم إلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أرسالا dاكعب ما تراه يصنع بنا؟ قال أفي كل موطن لا تعقلون ألا ترون الداعي لا ينزع، ومن ذهب به منكم لا يرجع، هو والله القتل، فلم يزل ذلك الدأب حتي فرغ منهم، وأتي بحيي بن أخطب وعليه حلة له فقاحية (قال ابن هشام فقاحية ضرب من الوشي) قد شقها عليه من كل ناحية قدر انملة لئلا يسلها مجموعة يداه إلي عنقه بحبل، فلما نظر إلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال أما والله ما لمت نفسي في عداوتك، ولكنه من يخذل الله يخذل، ثم أقبل علي الناس فقال أيها الناس انه لا بأس بامر الله كتاب وقدر وملحمة كتبها الله علي بني إسرائيل، ثم جلس فضربت عنقه وهكذا أنفذ فيهم حكم سعد بن معاذ بحضوره ومشاهدته وأقر الله عينه وشفي صدره منهم بقتلهم جميعا: ثم عاد الي خيمته من المسجد النبوي صحبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ودعا الله أن تكون شهادة واختار الله له ما عنده فانفجر جرحه في الليل فلم يزل يخرج منه الدم حتي مات رضي الله عنه (قال ابن اسحاق) ثم ان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قسم أموال بني قريظة ونسائهم وأبناهم علي المسلمين بعد ما أخرج الخمس وقسم للفارس ثلاثة أسهم سهمين للفرس وسهما لراكبه وسهما للراجل وكانت الخيل يومئذ ستا وثلاثين، قال وكان أول شئ وقعت فيه السهمان وخمس، (قال اين اسحاق) وبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسبايا من بني قريظة الي نجد فابتاع بها خيلا وسلاحا، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اصطفي من نسائهم ريحانة بنت عمرو بن خنافة إحدي نساء بني عمرو بن قريظة وكان عليها حتي توفي عنها وهي في ملكه، وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عرض عليها الاسلام فامتنعت ثم أسلمت بعد ذلك فسر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - باسلامها، وقد عرض عليها أن يعتقها ويتزوجها فاختارت أن تستمر علي الرق ليكون أسهل عليها، فلم تزل عنده حتي توفي عليه الصلاة والسلام (قال ابن اسحاق) واستشهد من المسلمين يوم بني قريظة خلاد بن سويد بن ثعلبة بن عمرو الخزرجي طرحت عليه رحي فشدخته شدخا شديدا فزعموا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال ان له لأجر شهيدين (قلت) والظاهر أن الذي ألقي عليه الرحي تلك المرأة التي لم يقتل من بني قريظة امرأة غيرها كما تقدم والله أعلم (قال ابن اسحاق) ومات ابو سنان بن محصن بن حرثان من بني أسد بن خزيمة ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - محاصر بني قريظة فدفن في مقبرتهم اليوم (قلت) وتقدم وفاة سعد بن معاذ رضي الله عنه وله مناقب كثيرة ستأتي في ترجمته من كتاب مناقب الصحابة إن شاء الله تعالى

الصفحة 85