كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 21)
(باب ما جاء في زواجه - صلى الله عليه وسلم - بزينب بنت جحش (1) رضي الله عنها ونزول آية الحجاب)
__________
(ما جاء في قتل ابن أبي الحقيق اليهودي في قصر له في أرض خيبر) وكان تاجرا مشهورا بارض الحجاز (قال ابن اسحاق) ولما انقضي شأن الخندق وامر بني قريظة وكان سلام بن أبي الحقيق وهو ابو رافع فيمن حزب الأحزاب علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكانت الأوس قبل أحد قد قتلت كعب بن الأشرف فأستأذن الخزرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قتل سلام بن أبي الحقيق وهو بخيبر فاذن لهم اه (قلت) روي البخاري بسنده عن البراء قال بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلي رافع اليهودي رجالا من الأنصار وامر عليهم عبد الله بن عتيك وكان ابو رافع يؤذي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويعين عليه وكان في حصن له بارض الحجاز، فلما دنوا منه وقد غربت الشمس وراح الناس بسرحهم قال عبد الله اجلسوا مكانكم فإني منطلق متلطف للبواب لعلي أن أدخل، فأقبل حتي دنا من الباب ثم تقنع بثوبه كأنه يقضي حاجته وقد دخل الناس فهتف به البواب يا عبد الله ان كنت تريد أن تدخل فادخل فاني أريد أن أغلق الباب، فدخلت فكمنت فلما دخل الناس أغلق الباب ثم علق الاغاليق علي ود قال فقمت الي الأقاليد واخذتها وفتحت الباب وكان ابو رافع يسمر عنده وكان في علالي له فلما ذهب عنه اهل سمره صعدت اليه فجعلت كلما فتحت بابا اغلقت علي من داخل فقلت إن القوم هو سدر وإلي لم يخلصوا إلي حتي اقتله، فانتهيت اليه فاذا هو في بيت مظلم وسط عياله لا أدري اين هو من البيت، قلت ابا رافع قال من هذا؟ فاهويت نحو الصوت فاضربه بالسيف ضربة وانا دهش فما أغنيت شيئا، وصاح فخرجت من البيت فأمكث غير بعيد ثم دخلت اليه فقلت ما هذا الصوت يا أبا رافع؟ (قال وغيرت صوتي كما في رواية أخري) فقال لأمك الويل، ان رجلا في البيت قتل بالسيف قال فأضربه ضربة اثخنته ولم أقتله ثم وضعت صبيب السيف في بطنه حتي اخذ في ظهره فعرفت إني قتلته فجعلت افتح الابواب بابا بابا حتي انتهيت الي رحبة له فوضعت رجلي وانا اري اني قد انتهيت فعرفت اني قتلته فجعلت افتح الأبواب بابا بابا حتي انتهيت الي رحبة له فوضعت رجلي وانا اري قد انتهيت فوقعت في ليلة مقمرة فانكسرت ساقي، فعصبتها بعمامة حتي انطلقت حتي جلست علي الباب فقلت لا أخرج الليلة حتي أقتله فلما صاح الديك قام الناعي علي السور فقال انعي ابا رافع ناصر اهل الحجاز فانطلقت إلي أصحابي فقلت النجاة فقد قتل الله ابا رافع، فانتهيت الي النبي - صلى الله عليه وسلم - فحدثته، فقال ابسط رجلك فبسطت رجلي فكأنما لم أشكها قط (باب) (1) أمها أميمة بنت عبد المطلب عمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكانت قبله عند مولاه زيد بن حارثة، (قال قتادة والواقدي) وبعض أهل المدينة تزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سنة خمس زاد بعضهم في ذي القعدة (قال الحافظ البيهقي) تزوجها بعد بني قريظة، وقال خليفة بن خياط وأبو عبيد معمر بن المثني وابن منده تزوجها سنة ثلاث (قال الحافظ ابن كثير) في تاريخه والأول أشهر، وهو الذي سلكه ابن جرير وغير واحد من أهل التاريخ اه (قلت)، وسبب تزويجه إياها ذكره الامام البغوي في تفسيره قال إن زيدا أتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال إني أريد أن أفارق صاحبتي، قال مالك؟ أرابك منها شئ؟ قال له والله يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما رأيت منها الا خيرا ولكنها تتعظم علي لشرفها وتؤذيني بلسانها، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - أمسك عليك زوجك واتق الله في أمرها ثم طلقها زيد فذلك قوله تعالي (وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله) الآية (قلت) مر تفسيرها في سورة الأحزاب من كتاب فضائل القرآن وتفسيره في الجزء الثامن عشر صحيفة 240 (قال الامام البغوي) في تفسيره عن علي بن الحسين ان الله تعالي قد أعلمه أنها ستكون من أزواجه وان زيدا سيطلقها، فلما جاء زيد وقال اني أريد أن أطلقها قال له امسك عليك