كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 21)

(حدثنا بهز) (1) وحدثنا هاشم قال ثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس بن مالك رضي الله تبارك وتعالي عنه قال لما انقضت عدة زنيب رضي الله عنها قال رسول الله صلي الله عليه وسلم لزيد اذهب فاذكرها علي (2) قال فانطلق حتي أتاها قال وهي تخمر عجينها فلما رأيتها عظمت في صدري حتي ما أستطيع أن أنظر إليها (3) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكرها فوليتها ظهري ونكصت علي عقبي فقلت يا زينب أبشري أرسلني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكرك قالت ما أنا بصانعة شيئا حتي أؤامر ربي عز وجل، فقامت إلي مسجدها (4) ونزل يعني القرآن وجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدخل عليها بغير إذن (5) قال ولقد رأيتنا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أطعمنا الخبز واللحم قال هاشم حين عرفت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خطبها (6) قال هاشم في حديثه لقد رأيتنا (7) حين ادخلت علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اطعمنا الخبز واللحم، فخرج الناس وبقي رجال يتحدثون في البيت بعد الطعام، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واتبعته فجعل يتتبع حجر نسائه فجعل يسلم عليهن ويقلن يا رسول الله كيف وجدت أهلك (8) قال فما أدري أنا اخبرته أن القوم خرجوا أو أخبر قال فانطلق حتي دخل البيت فذهبت أدخل معه فالقي الستر بيني وبينه ونزل الحجاب (9) قال
__________
زوجك فعاتبه الله وقال لم قلت أمسك عليك زوجك وقد اعلمتك أنها ستكون من أزواجك اه (1) (حدثنا يهز الخ) (غريبه) (2) أي فاخطبها لي من نفسها (قال النووي) فيه دليل علي انه لا بأس أن يبعث الرجل لخطبة المرأة له من كان زوجها اذا علم أنه لا يكره ذلك كما كان حال زيد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (3) معناه أنه هابها واستجلها من أجل ارادة النبي - صلى الله عليه وسلم - تزوجها فعاملها معاملة من تزوجها - صلى الله عليه وسلم - في الأعظام والاجلال والمهابة (وقوله ان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكرها) قال النووي هو بفتح الهمزة من أن أي من أجل ذلك (وقوله نكصت) أي رجعت وكان جاء اليها ليخطبها وهو ينظر اليها علي ما كان من عادتهم، وهذا قبل نزول الحجاب، فلما غلب عليه الاجلال تأخر وخطبها وظهره اليها لئلا يسبقه النظر اليها (4) أي موضع صلاتها من بيتها (5) يعني نزل قوله تعالي (فلما قضي زيد منها وطرا زوجها كها) فدخل عليها بغير اذن لأن الله تعالي زوجه اياها بهذه الآية (6) هكذا جاء في أصل المسند هذه الجملة في هذا الموضع وهي قوله (قال هاشم حين عرفت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خطبها) ولم تأت هذه الجملة في صحيح مسلم ولا فيما ... نقله الحافظ ابن كثير عن المسند، والظاهر أنها ترجع الي قول زيد (فلما رأيتها عظمت في صدري) والمعني أن هاشما قال في روايته بسنده عن أنس أن زيدا قال (فلما رأيتها عظمت في صدري حين عرفت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خطبها) والله أعلم (7) القائل لقد رايتنا الخ هو أنس بن مالك وهشام يحكي عنه (8) قال النووي في هذه القصة فوائد (منها) انه يستحب للانسان اذا اتي منزله ان يسلم علي امرأته واهله، وهذا مما يتكبر عنه كثير من الجاهلين المترفعين (ومنها) انه اذا سلم علي واحد قال سلام عليكم، أو السلام عليكم بصيغة الجمع قالوا ليتناوله وملكيه (بفتح الميم واللام) (ومنها) سؤال الرجل اهله عن حالهم فربما كانت في نفس المرأة حاجة فتستحي ان تبتدئ بها فاذا سألها انبسطت لذكر حاجتها، (ومنها) أنه يستحب ان يقال للرجل عقب دخوله كيف حالك ونحو هذا (9) يعني قوله تعالى

الصفحة 87