كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 21)
فلما قدم مكة قال له قاتل صبأت (1) فقال لا ولكن أسلمت مع محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والله لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (باب ما جاء فى غزوة بنى لحيان (2) التى صلى فيها النبى - صلى الله عليه وسلم - صلاة الخوف بعسفان) (عن أبى عياش الزرقى) (3) قال كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعسفان فاستقبلنا المشركون عليهم خالد بن الوليد وهم بيننا وبين القبلة فصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الظهر فقالوا قد كانوا على حال لو أصبنا غرتهم، ثم قالوا تأتى عليهم الآن صلاة هى أحب اليهم من ابنائهم وأنفسهم، قال فنزل جبريل عليه السلام بهذه الآيات بين الظهر والعصر (وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة) قال فحضرت فأمرهم رسول الله ... فأخذوا السلاح الحديث (4)
__________
وكان له شأن فى قتال المرتدين (1) أى ملت عن دينك إلى دين محمد - صلى الله عليه وسلم - فأغضبه ذلك وأقسم أن لا يأتيهم من اليمامة، حبة حنطة حتي يأذن فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، (جاء عند ابن عبد البر) وكانت ميرة قريش ومنافعهم من اليمامة، ثم خرج فحبس عنهم ما كان يأتيهم منها من ميرتهم ومنافعهم، فلما أضر بهم كثيرا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن عهدنا بك وأنت تأمر بصلة الرحم وتحض عليها وان ثمامة قد قطع عنا ميرتنا وأضر بنا فان رأيت أن تكتب اليه أن يخلى بيننا وبين ميرتنا فافعل، فكتب اليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن خل بين قومى وبين ميرتهم (تخريجه) (ق. د) وابن اسحاق (باب) (2) بكسر اللام وفتحها: (وسبب هذه الغزوة) ما نقله الحافظ ابن كثير فى تاريخه عن البيهقي قال أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا أبو العباس الأصم حدثنا احمد بن عبد الجبار وغيره قالوا لما أصيب خبيب وأصحابه خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طالبا بدمائهم ليصيب فى بنى لحيان غرة فسلك طريق الشام ليرى أنه لا يريد لحيان حتى نزل بارضهم، فوجدهم قد حذروا وتمنعوا فى رءوس الجبال، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لو أنا هبطنا عسفان لرأت قريش أنا قد جئنا مكة فخرج فى مائتى راكب حتى نزل عسفان ثم بعث فارسين حتى جا آكراع الغميم ثم انصرفا: فذكر أبو عياش الزرقى أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى بعسفان صلاة الخوف، ثم ذكر الحافظ ابن كثير حديث الباب وعزاه للآمام احمد (3) (عن ابى عياش الزرقى الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى الباب الأول من أبواب صلاة الخوف فى الجزء السابع صحيفة 3 رقم (73) وتقدم أيضا فى باب (وإذا كنت فيهم فاقمت لهم الصلاة) من كتاب فضائل القرآن وتفسيره فى الجزء الثامن عشر صحيفة 120 رقم 244 وفى هذه الصحيفة وقع خطأ فى موضعين الموضع الاول فى السطر الرابع فى قوله (هى احب اليهم من أبنائهم ونفسهم) وهو خطأ وصوابه (وأنفسهم) والموضع الثانى فى السطر الحادى عشر فى قوله (فصلاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرتين بعسفان) وهو خطأ وصوابه مرتين مرة بعسفان الخ فصحح نسختك كالحديث المذكور فى أول أبواب صلاة الخوف المشار اليه فليس فيه خطأ (4) الحديث له بقية ذكرت فى الباب الاول من أبواب صلاة الخوف وفى آخره قال فصلاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرتين، مرة بعسفان ومرة بارض بنى سليم اهـ (قلت) القائل فصلاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الخ هو أبو عياش الزرقى يفتي أن النبى - صلى الله عليه وسلم - صلى صلاة الخوف بهذه الكيفية مرتين مرة بعسفان ومرة بأرض بنى سليم وأرض بنى سليم على ثمانية برد من المدنية: وعسفان اول غزوة شرعت فيها صلاة الخوف على الراجح