كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 21)
(عن أبي هريرة) (1) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نزل بين ضجنان وعسفان فقال المشركون ان لهم صلاة هي أحب اليهم من آبائهم وأبنائهم وهي العصر فأجمعوا أمركم فميلوا عليهم ميلة واحدة، وان جبريل عليه السلام أتي النبي - صلى الله عليه وسلم - فامره أن يقسم أصحابه شطرين فيصلي ببعضهم وتقوم الطائفة الأخري وراءهم وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم ثم تأني الأخري فيصلون معه ويأخذ هؤلاء حذرهم وأسلحتهم لتكون لهم ركعة ركعة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركعتان
(باب) ما جاء في غزوة ذات الرقاع (2) وفيها صلي النبي - صلى الله عليه وسلم - صلاة الخوف)
__________
ويقال لها غزوة بني لحيان والله اعلم (تخريجه) (د نس حب هق ك) وصححه الحاكم وأقره الذهبي (1) (عن أبي هريرة الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب النوع الثالث من أبواب صلاة الخوف في الجزء السابع صحيفة 14 رقم 1740 (وضجنان) بوزن سهران (قال في النهاية) جبل أو موضع بين مكة والمدينة: وعسفان تقدم الكلام عليه في الحديث السابق، وأورد هذا الحديث الحافظ ابن كثير في تاريخه وعزاه للامام أحمد ثم قال ورواه الترمذي والنسائي من حديث عبد الصمد به وقال الترمذي حسن صحيح، وقال الحافظ ابن كثير ان كان أبو هريرة شهد هذا فهو بعد خيبر والإ فهو من مرسلات للصحابي ولا يضر ذلك عند الجمهور والله أعلم: ثم قال بقي الشأن في أن غزوة عسفان قبل الخندق أو بعدها فان من العلماء منهم الشافعي من يزعم أن صلاة الخوف إنما شرعت بعد يوم الخندق فإنهم أخروا الصلاة يومئذ عن ميقاتها لعذر القتال، ولو كانت صلاة الخوف مشروعة إذ ذاك لفعلوها ولم يؤخروها، ولهذا قال بعض أهل المغازي ان غزوة بني لحيان التي صلي فيها صلاة الخوف بعسفان كانت بعد بني قريظة، وقد ذكر الواقدي باسناده عن خالد بن الوليد قال لما خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأصحابه إلي الحديبية لقيته بعسفان فوفقت بازائه وتعرضت له فصلي باصحابه الظهر فهممنا أن نغير عليه ثم لم يعزم لنا، فأطلعه الله علي ما في أنفسنا من الهم به فصلي بأصحابه صلاة العصر صلاة الخوف، قال الحافظ ابن كثير وعمرة الحديبية كانت في ذي القعدة سنة ست بعد الخندق وبني قريظة كما سيأتي وفي سياق حديث أبي عياش الزرقي ما يقتضي أن آية صلاة الخوف نزلت في هذه الغزوة يوم عسفان فاقتضي ذلك أنها أول صلاة خوف صلاها والله أعلم اه (باب) (2) ترجم لها ابن هشام في سيرته هكذا (غزوة ذات الرقاع سنة أربع) قال ابن اسحاق ثم أقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة بعد غزوة بني النضير شهر ربيع الآخر وبعض جمادي ثم غزا نجداً يريد بني محارب وبني ثعلبة من غطفان واستعمل علي المدينة أبا ذر الغفاري ويقال عثمان بن عفان فيما قال ابن هشام (قال ابن اسحاق) حتي نزل نخلا وهي غزوة ذات الرقاع، قال ابن هشام وانما قيل لها غزوة ذات الرقاع لأنهم رقعوا فيها راياتهم ويقال ذات الرقاع شجرة بذلك الموضع يقال لها ذات الرقاع (قال ابن اسحاق) فلقي بها جمعا عظيما من غطفان فتقارب الناس ولم يكن بينهم حرب وقد خاف الناس بعضهم بعضا حتي صلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالناس صلاة الخوف ثم أنصرف بالناس (قال الزرقاني في شرح المواهب وتسمي أيضا غزوة محارب وغزوة بني ثعلبة وغزوة أنمار وغزوة صلاة الخوف لوقوعها فيها اه وفي المواهب اللدنية اختلف فيها متي كانت فعند ابن إسحاق بعد بني النضير سنة أربع في شهر ربيع الآخر وبعض جمادي، وعند ابن سعد وابن