كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 21)
(عن جابر بن عبد الله) رضي الله تبارك وتعالي عنهما (1) قال خرجنا مع رسول الله صلي الله عليه وسلم في غزوة ذات الرقاع فاصيبت امرأة من المشركين (2) فلما انصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قافلا وجاء زوجها وكان غائبا فحلف أن لا ينتهي حتي يريق دما في أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - فخرج يتبع أثر النبي - صلى الله عليه وسلم - فنزل النبي - صلى الله عليه وسلم - منزلا فقال من رجل يكلؤنا (3) فانتدب رجل من المهاجرين ورجل من الأنصار فقالا نحن يا رسول الله، قال فكونا بفم الشعب (4) قال وكانوا نزلوا إلي شعب من الوادي، فلما خرج الرجلان إلي فم الشعب قال الأنصاري للمهاجري أي الليل أحب اليك أن اكفيكه أوله أو آخره؟ قال اكفني أوله، فاضطجع المهاجري فنام وقام الأنصاري يصلي وأتي الرجل فلما رأي شخص الرجل عرف انه ربيئة (5) القوم فرماه بسهم فوضعه فيه، فنزعه فوضعه وثبت قائما، ثم رماه بسهم آخر فوضعه فيه فنزعه فوضعه وثبت قائماً، ثم عادله بثالث فوضعه فيه فنزعه فوضعه ثم ركع وسجد ثم أهب صاحبه (6) فقال أجلس فقد أوتيت فوثب فلما رآهما الرجل عرف أن قد نذروا به (7) فهرب فلما رأي المهاجري ما بالأنصاري من الدماء قال سبحان الله ألا أهببتني (8) قال كنت في سورة أقرؤها فلم أحب أن أقطعها حتي أنفذها (9) فلما تابع الرمي ركعت فأريتك، وايم الله لولا أن أضيع ثغراً أمرني رسول الله صلي الله عليه وعلي آله وصحبه وسلم بحفظه لقطع نفسي قبل أن أقطعها أو أنفذها (10)
__________
حبان في المحرم سنة خمس، وجزم أبو معشر بأنها بعد بني قريظة في ذي القعدة في سنة خمس فتكون ذات الرقاع في آخر السنة الخامسة وأول التي تليها (قال في فتح الباري) قد جنح البخاري إلي أنها كانت بعد خيبر واستدل لذلك بأمور، ومع ذلك فذكرها قبل خيبر (أي عقب بني قريظة) فلا أدري هل تعمد ذلك تسليما لأصحاب المغازي أنها كانت قبلها، أو أن ذلك من الرواة عنه أو إشارة إلي احتمال أن تكون ذات الرقاع اسم لغزوتين مختلفتين كما أشار إليه البيهقي: علي أن أصحاب المغازي مع جزمهم بأنها كانت قبل خيبر مختلفون في زمنها اه كلام الحافظ (قال في المواهب) والذي جزم به ابن عقبة تقدمها لكن تردد في وقتها فقال لا تدري أكانت قبل بدر أو بعدها أو قبل أحد أو بعدها (قال الحافظ ابن حجر) وهذا التردد لا حاصل له بل الذي ينبغي الجزم به أنها بعد غزوة بني قريظة لأن صلاة الخوف في غزوة الخندق لم تكن شرعت وقد ثبت وقوع صلاة الخوف في غزوة ذات الرقاع فدل علي تأخرها بعد الخندق اه (1) (سنده) حدثنا إبراهيم بن اسحاق ثنا ابن المبارك عن محمد بن اسحاق قراءة حدثني صدقة بن يسار عن عقيل بن جابر عن جابر بن عبد الله الخ (غريبه) (2) قال الواقدي وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أصاب في محالهم نسوة وكان في السبي جارية وضيئة وكان زوجها يحبها فحلف ليطلبن محمداً ولا يرجع حتي يصيب دما ويخلص صاحبته (3) أي يحرسنا (4) زاد ابن اسحاق وهما عمار بن ياسر وعباد بن بشر (5) قال في النهاية الربيئة هو العين والطليعة الذي ينظر للقوم لئلا يدهمهم عدو: ولا يكون إلا علي جبل أو شرف ينظر منه (6) أي أيقظه (7) قال في النهاية المنذر المعلم الذي يعرف القوم بما يكون قد دهمهم من عدواً وغيره وهو المخوف أيضا (8) أي ألا أيقظتني زاد ابن اسحاق أول ما رماك (9) أي أفرغ منها (10) معناه لولا أن نيتي المحافظة علي ما أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحفظه لزهقت نفسي