كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 21)

لأصحابه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (1) قال الزهري في حديث المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم فراحوا حتي اذا كانوا ببعض الطريق قال النبي - صلى الله عليه وسلم - إن خالد بن الوليد (2) بالغميم في خيل لقريش طليعة (3) فخذوا ذات اليمين فو الله ما شعر بهم خالد حتي اذا هو بقترة (4) الجيش فانطلق يركض (5) نذير اً لقريش وسار النبي - صلى الله عليه وسلم - حتي اذا كان بالثنية (6) التي يهبط عليهم منها بركت راحلته، وقال يحيي بن سعيد عن ابن المبارك بركت بها راحلته فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - حل حل (7) فالحت فقالوا خلأت القصواء (8) فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - ما خلأت القصواء وما ذاك لها بخلق (9) ولكن حبسها حابس الفيل (10) ثم قال والذي نفسي بيده لا يسألوني خطة (11) يعظمون فيها حرمات الله (12) إلا أعطيتهم إياها ثم زجرها فو ثبت به قال فعدل عنها (13) حتي نزل بأقصي الحديبية علي ثمد (14) قليل الماء انما يتبرضه (15) الناس تبرضاً فلم يلبثه الناس أن نزحوه (16) فشكي الي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العطش فانتزع سهما من كنانته (17) ثم أمرهم أن يجعلوه فيه، قال فو الله ما زال بجيش لهم (18) بالري حتي صدر وا عنه (19) فثينما هم كذلك اذا جاء بديل من ورقاء الخزاعي في نفر من قومه وكانوا
__________
عنقا قطعها الله والمراد بالعنق هنا الجماعة (1) أي عملا بقوله تعالي (وشاورهم في الأمر) (2) خالد ابن الوليد هذا هو الصحابي المشهور اسلم بعد ذلك وله في الفتوحات ما خلد له للذكري في القوم الآخرين (والغميم) موضع قريب من مكة بين رابغ والجحفة (3) الطليعة مقدمة الجيش التي ترسل لتطلع علي العدو وتستكشف أمره (4) بفتحات وقترة الجيش غبرته (5) الركوض الضرب بالقدم يريدان خالداً انطلق إلي قريش وصار يضرب مطينه استعجالا للسير لينذرهم بقدومه - صلى الله عليه وسلم - (6) الثنية هي ما أرتفع في الجبل كالعقبة فيه، والمراد بها ثنية المرار موضع بين مكة والمدينة من طريق الحديبية (7) بفتح الحاء المهملة وسكون اللام لفظ يزجر به الدابة إذا حملت علي السير (وقوله فألحت) بتشديد الحاء المهملة وفتح الهمزة أي تمادت في البروك فلم تبرح من مكانها (8) جاء عند البخاري فقالوا خلأت القصواء خلأت القصواء مرتين وخلأت بفتح الخاء واللام والهمزة: والقصواء بفتح القاف وسكون الصاد المهملة وفتح الواو مهموزا ممدوداً إسم لناقة النبي - صلى الله عليه وسلم - أي حزنت وتصعبت والخلأ الحزن والصعوبة (9) أي ما حزنت للقصواء وما ذاك لها بخلق بضم الخاء واللام أي ليس الخلأ لها بعادة كما حسبتم (10) أي حبسها الله عن دخول مكة كما حبس الفيل عن دخول مكة لأنهم لو دخلوا مكة علي تلك الهيئة رصدهم قريش عن ذلك لوقع بينهم ما يفضي إلي سفك الدماء ونهب الأموال، ولكن سبق في علم الله انه يدخل في الاسلام منهم جمع عظيم (11) بضم الخاء المعجمة وفتح الطاء المهملة مشددة أي خصلة (12) الحرمات جمع حرمة وهي ما لا يحل انتهاكه والمراد بالإعطاء الإجابة أي لا يطلبون أمرا فيه تعظيم ما حرم الله إلا أجبتهم اليه (13) جاء عند البخاري (فعدل عنهم) وفي روابة ابن سعد فولي راجعا (14) بفتح المثلثة والميم آخره دال مهملة (قال الدواودي) الثمد العين وقال غيره حفرة فيها ماء (15) بالموحدة المفتوحة بعد المثناتين التحتية والفوقية فراء مشددة، فضاد معجمة أي يأخذه الناس (تبرضا) نصب علي أنه مفعول مطلق في باب التفعيل للتكلف أي قليلا قليلا، وقال صاحب العين التبرض جمع الماء بالكفين (16) أي فلم يتركه الناس حتي نزحو ملم يبقوا منه شيئا (17) بكسر الكاف أي جعبته التي فيها النبل (18) أي يفور ويرتفع (19) أي رجعوا رواه بعد ورودهم

الصفحة 96