كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 21)
عيبة نصح (1) لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - من اهل تهامة (2) وقال اني تركت كعب بن لؤي وعامر بن لؤي نزلوا أعداد (3) مياه الحديبية معهم العوذ (4) المطافيل وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت، فقال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم إنا لم تجئ لقتال أحد ولكنا جئنا معتمرين وإن قريشاً قد نهكتهم الحرب فأضرت بهم، فان شاؤ ماددتهم مدة ويخلوا ما بيني وبين الناس فان أظهر فان شاءوا أن يدخلوا فيما دخل فيه الناس فعلوا والا فقد جموا (5) وإن هم أبوا فو الذي نفسي بيده لأقاتلتهم علي أمري هذا حتي تنفرد سالفتي (6) أو لينفذن الله أمره، قال يحيي عن ابن المبارك حتي تنفرد، قال فان شاؤا ماددناهم مدة، قال بديل سأبلغهم ما تقول، فانطلق حتي أتي قريشاً فقال إنا قد جئناكم من عند هذا الرجل وسمعناه يقول قولا فان شئتم نعرضه عليكم: فقال سفاؤهم لا حاجة لنا في أن تحدثنا عنه بشئ، وقال ذو الرأي منهم هات ما سمعته يقول، قال قد سمعته يقول كذا وكذا فحدثهم بما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - فقام عروة بن مسعود الثقفي فقال أي قوم الستم بالوالد؟ (7) قالوا بلي، قال أو لست بالولد؟ (8) قالوا بلي، قال فهل تتهموني؟ قالوا لا، قال تعلمون أني أستنفرت اهل عكاظ (9) فلما بلحوا علي جئتكم بأهلي ومن أطاعني؟ قالوا بلي، فقال إن هذا قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها ودعوني آته فقالوا ائته فأتاه، قال فجعل يكلم النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له نحوا من قوله لبديل، فقال عروة عند ذلك أي محمد أرأيت إن استأصلت قومك هل سمعت بأحد من العرب اجتاح أصله قبلك؟ وان تكن الأخري (10) فو الله أني لأري وجوها (11) وأري أشواباً من الناس خليقاً أن يفروا ويدعوك، فقال له أبو بكر رضي الله تعالى عنه
__________
(1) العيبة مستودع الثياب والعرب تكني عن الصدور بالعياب أي انهم موضع سره ومستودع أمانته - صلى الله عليه وسلم - كما أن العيبة مستودع شعار الانسان ومستقر ريائه (2) بكسر أوله يعني مكة وما حولها (3) بفتح الهمزة وسكون المهملة جمع عد بالكسر والتشديد وهو الماء الذي لا انقطاع لمادته كالعين والبئر وفيه أنه كان بالحديبية مياه كثيرة وأن قربشا سبقوا إلي النزول عليها ولذا عطش المسلمون حين نزلوا علي الثمد المذكور (4) العوذ بضم المهملة آخره ذال معجمة عائذاي النوق الحديثات النتاج ذات اللبن (المطافيل) الأمهات التي معها أطفالها، ومراده أنهم خرجوا معهم بذوات الألبان من الأبل ليتزودوا بألبانها ولا يرجعوا حتي يمنعوه، ويراد بذلك أيضا النساء والصبيان لارادة طول المقام وليكون أدعي إلي عدم الفرار (وعند ابن سعد) معهم العوذ المطافيل والنساء والصبيان (5) بفتح الجيم وتشديد الميم المضمومة أي استراحوا من جهة القتال (6) بالسين المهملة وكسر اللام أي حتي تنفصل رقبتي (7) أي يا قوم الستم بالوالد؟ أي مثل الأب في الشفقة لولده (8) أي مثل الأبن في النصح لوالده (9) أي دعوتهم للقتال نصرة لكم (فلما بلحوا علي) بفتح الموحدة وتشديد اللام مفتوحة ثم حاء مهملة، مضمومة اي امتنعوا أو عجزوا (10) أي إن انتصر أعداؤك وظفروا كانت الدولة لهم يعني قريشا ولا آمنهم عليك من إيصال المكروه إليك (11) المراد بالوجوه أعيان القوم والأشواب