كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 21)
أمصص بظر اللات (1) نحن نفر عنه وندعه؟ فقال من ذا؟ قالوا أبو بكر، قال أما والذي نفسي بيده لولا يد كانت لك عندي (2) لم اجزك بها لأجبتك، وجعل يكلم النبي - صلى الله عليه وسلم - وكلما كلمه أخذ بلحيته (3) والمغيرة بن شعبة قائم علي رأس النبي - صلى الله عليه وسلم - ومعه السيف وعليه المغفر، وكلما اهوي عروة بيده الي لحية النبي - صلى الله عليه وسلم - ضرب يده بنصل السيف وقال أخر يدك عن لحية رسول الله صلي الله عليه وسلم فرفع عروة يده فقال من هذا؟ قالوا المغيرة بن شعية، قال أي غدر (4) أو لست أسعي في غدرتك (5) وكان المغيرة صحب قوما في الجاهلية فقتلهم وأخذ أموالهم ثم جاء فأسلم (6) فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - اما الاسلام فأقبل وأما المال فلست منه في شيئ (7) ثم إن عروة جعل يرمق أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم بعيينه (8) قال فو الله ما تنخم رسول الله صلي الله عليه وسلم نخامة الا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده، واذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون علي وضوئه (9) واذا تكلموا خفضوا اصواتهم عنده، وما يحدون إليه النظر تعظيما له: فرجع إلي أصحابه فقال أي قوم والله لقد وفدت علي الملوك ووفدت علي قيصر وكسري والنجاشي والله إن (10) رأيت ملكا قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد محمداً - صلى الله عليه وسلم - والله إن يتنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم أبتدروا امره. وإذا توضأ كادوا يقتتلون علي وضوءه: وإذا تكلموا خفضوا أصواتهم عنده، وما يحدون إليه النظر تعظيما، له وانه قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها، فقال رجل من بني كنانة دعوني آته: فقالوا انته: فلما أشرف علي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه قال النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا فلان وهو من قوم يعظمون البدن فابعوثها له (11) فبعثت له واستقبله القوم يلبون، فلما رآي ذلك قال سبحان الله ما ينبغي لهؤلاء
__________
الأخلاط والخليق بالشئ الحقيق به (1) البظر ما تقطعه الخافضة من بضع المرأة عند الختان واللات اسم صنم كانت تعبده قريش من دون الله تعالي، وقد كان من عادة العرب الشتم بذلك ولكن بلفظ الأم فاستعار الصديق ذلك لذلك مبالغة في سب عروة واهانة لمعبوده: والذي حمله علي ذلك ما أغضبه به من نسبة رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه إلي الفرار (2) أي لولا نعمة لك، علي لم أكافئك عليها لأجبتك (3) أي علي عادة العرب من أخذ الرجل لحية من يخاطبه لا سيما عند الملاطفة (4) غدر بضم الغين المعجمة وفتح الدال أي يا غدر معدول من غادر مبالغة في وصفه بالغدر (5) انما كان عروة يسعي في غدرة المغيرة لأنه عمه، وجاء عند ابن اسحاق فتبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال له عروة من هذا يا محمد؟ (يعني الذي يضرب يدي) قال هذا ابن أخيك المغيرة بن شعبة (6) أي وأتي بأموالهم للنبي - صلى الله عليه وسلم - ليري رأيه فيها فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - الخ (7) أي لا أتعرض له ولا آخذه وذلك لكونه أخذه غدراً، لأن أموال المشركين وإن كانت غنيمة عند القهر والغلبة لكنها مصونة عند الأمن فأخذها عند ذلك غدر: وغدرهم محظور كغيرهم من المسلمين، وإنما تباح أموالهم بالمحاربة والمغالبة (8) أي ينظر اليهم بمؤخر عينيه نظراً طويلا (9) بفتح الواو أي ما فضل من وضوئه، وما باشر أعضاءه - صلى الله عليه وسلم - (10) بكسر الهمزة نافية بمعني ما (11) البعث الإثارة أي أثيروها له وكل شئ أثرته فقد بعثته