كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 21)

أن يصدوا عن البيت، قال فلما رجع إلي أصحابه قال رأيت البدن قد قلدت (1) وأشعرت فلم أر ان يصدوا عن البيت، ققام رجل منهم يقال له مكرز (2) بن حفص فقال دعوني آته، فقالوا أئته، فلما أشرف عليهم قال النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا مكرز وهو رجل فاجر، فجعل يكلم النبي - صلى الله عليه وسلم - فبينما هو يكلمه اذ جاءه سهيل بن عمرو، قال معمر وأخبرني أيوب عن عكرمة أنه لما جاء سهيل قال النبي - صلى الله عليه وسلم - سهل من أمركم (قال الزهري) في حديثه فجاء سهيل بن عمرو فقال هات اكتب بيننا وبينكم كتابا فدعا الكاتب (3) فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أكتب بسم الله الرحمن الرحيم فقال سهيل أما الرحمن فو الله ما أدري ما هو، (وقال ابن المبارك) ما هو ولكن اكتب باسمك اللهم كما كنت تكتب (4) فقال المسلمون والله ما نكتبها الا بسم الله الرحمن الرحيم، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - اكتب باسمك اللهم ثم قال: هذا ما قاضي عليه رسول الله، فقال سهيل والله لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك، ولكن اكتب محمد بن عبد الله، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - والله اني لرسول الله وان كذبتموني أكتب محمد بن عبد الله (قال الزهري) وذلك لقوله لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله الا أعطيتهم إياها، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - علي أن تخلوا بيننا وبين البيت فنطوف به، فقال سهيل والله لا تتحدث العرب أنا أخذنا ضغطة (5) ولكن لك من العام المقبل فكتب، فقال سهيل علي أنه لا يأتيك منا رجل وان كان علي دينك الا رددته الينا، فقال المسلمون سبحان الله كيف يرد الي المشركين وقد جاء مسلما: فبيناهم كذلك إذ جاء أبو جندل (6) بن سهيل بن عمرو يوسف (وقال يحيي) عن ابن المبارك يرصف (7) في قيوده وقد خرج من أسفل مكة حتي رمي بنفسه بين أظهر المسلمين، فقال سهيل هذا يا محمدأول ما أقاضيك عليه أن ترده إلي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنا لم نقض الكتاب بعد (8) قال فو الله اذاً لا نصالحك علي شئ أبدا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - فأجزه لي، قال ما أنا بمجيزه لك، قال بلي فافعل، قال ما أنا بفاعل، فقال مكرز (9) بلي قد أجزناه لك فقال أبو جندل أي معاشر المسلمين أرد الي المشركين وقد جئت مسلما؟ الا ترون ما قد لقيت
__________
(1) تقدم أن تقليد البدن تعليق شئ في عنقها لتعلم أنها هدي، وإشعارها طعنها في سنامها بحيث يسيل دمها ليكون ذلك علامة أيضاً لذلك (2) بوزن منير هو من بني عامر بن لؤي (3) الكاتب هو الامام علي كرم الله وجهه كما صرح به غير واحد من أصحاب الحديث (4) أي لأنه - صلى الله عليه وسلم - كان يكتب كذلك في يده الاسلام إلي ان نزلت آية النمل فأمر بكتابة بسم الله الرحمن الرحيم (5) أي لا نخلي بينك وبين البيت الحرام فيتحدث العرب أنا اخذنا قهرا (6) بوزن جعفر ومن غرائب الصدق أن أبا جندل هذا هو ابن سهيل الذي يملي الشروط (7) يعني بالصاد بدل السين والأول رواية البخاري وهو مشي المقيد أي يمشي بطيئا بسبب قيوده وكان حبسه أبوه سهيل حين أسلم وعذب في الله تعالي فخرج من السجن وتنكب الطريق وركب الجبال حتي وصل إلي المسلمين (8) أي لم نفرغ من كتابته الآن (9) مكرز بوزن منبر هو الذي جاء أولا لمفاوضة النبي - صلى الله عليه وسلم - في الصلح ثم أدركه سهيل

الصفحة 99